تناقلت الأوساط الطبية مؤخرا خبر نجاح أول عملية زرع كلى من شخص ميت إلى حي. حيث تمكن فريق طبي بمستشفى "فرانس فانون" بالبليدة من إجراء عمليتي زرع للكلى بنجاح، وتمت هذه الأخيرة بوسائل وبأيد جزائرية مائة في المائة، الأمر الذي يعد قفزة إيجابية لاطالما انتظرها المرضى منذ سنوات. وحسب تصريح البروفسور طاهر ريان ل "الفجر"، فإن الفريق الطبي قام بنقل كليتي شاب توفي في حادث مرور في مارس الفارط إلى اثنين من المصابين بالقصور الكلوي، حيث أن العمليتين الجراحيتين تمتا بعد موافقة أب الضحية، ثم باقي الأسرة وبعد إجراء التحاليل اللازمة على دم وأنسجة الخلايا ومطابقتها بين المتبرع والمستفيدين من الزرع. وأشار المختص إلى أن الآلاف من مرضى القصور الكلوي يحتاجون إلى مثل هذه المبادرات لتخليصهم من المعاناة النفسية والجسدية التي تسببها عملية تصفية الدم لهم، ناهيك عن المصاريف المادية التي تكلفها، خاصة بالنسبة للمرضى غير المؤمنين. وعن المستفيدين من الزرع الكلوي، قال المتحدث إنهما مريضان بالقصور الكلوي وكانا يزاولان عملية تصفية الدم بمستشفى البليدة. وذكر المتحدث أن المستفيد الأول رجل يبلغ من العمر45 سنة من الجزائر العاصمة والمستفيد الثاني امرأة ذات 37 سنة من ولاية تيزي وزو. أما الشاب المتوفي فقد راح ضحية حادث مرور عن عمر يناهز 17 سنة، ووافق أبواه على التبرع بأعضائه لفائدة المرضى. وحسب ذات المصدر، فإن عمليتي الزرع ناجحتان إلى حد الساعة، مشيرا إلى أن المستفيدين من الزرع لايزالان تحت الرقابة الطبية منذ تاريخ إجراء العملية، مؤكدا في ذات الوقت على أنهما سيبقيان محل اهتمام وعناية الفريق الطبي إلى غاية مرور شهر على إجراء العملية. وأكد البروفيسور الطاهر ريان أن أولياء المتبرع كسروا القاعدة وقطعوا حلقة التبرع بين أفراد العائلة الواحدة وخرجوا منها، وعلق المختص الأمل على مبادرات أخرى بموافقة الأهل على نقل الأعضاء من الموتى إلى الأحياء وإنقاذ أرواح الآلاف من المرضى الذين يعانون في صمت. ودعا في ذات السياق إلى تشجيع عمليات التبرع بالأعضاء أمام القائمة الطويلة ممن يحلمون بزرع كلية تخلصهم من المعاناة، خاصة وأن هذه العائلة قدمت مثالا كيف أن أعضاء شخص ميت استطاعت إنقاذ حياة شخصين آخرين.