امتدت تداعيات الشلل الذي أصاب حركة النقل الجوي في أغلب بلدان أوروبا إلى باقي القارات، حيث قررت شركات عدد من البلدان في تلك القارات إلغاء أو تأجيل رحلاتها إلى أوروبا، بسبب الخطر الذي تمثله سحب الرماد المنبعثة من بركان إسلندا بولندا تدفن رئيسها بغياب أبرز الزعماء بسبب سحابة الرماد البركاني فقد ألغيت عشرات الرحلات الجوية المتجهة إلى أوروبا من آسيا وإفريقيا، فيما أجلت رحلات إلى أوروبا في كل من أستراليا ونيوزيلندا، إثر إغلاق أكثر من عشر دول أوروبية مجالها الجوي بسبب سحابة الرماد البركاني الآتية من إسلندا، التي لاتزال تعرقل حركة الملاحة الجوية في هذه الدول لليوم الرابع. وألغت شركة طيران الإمارات جميع رحلاتها إلى بريطانيا وغالبية محطاتها في القارة الأوروبية أول أمس السبت وأمس الأحد. وقال متحدث باسم الشركة إن عدد ركاب طيران الإمارات الذين ألغيت رحلاتهم -إثر إغلاق بريطانيا وغالبية الدول الأوروبية مجالها الجوي- وصل إلى أكثر من 40 ألف مسافر. وفي إفريقيا ألغت شركة مصر للطيران أمس 12 رحلة إلى المطارات الأوروبية، وقامت بتبديل طراز طائراتها المتجهة إلى المطارات المفتوحة في أوروبا بأخرى أكبر لاستيعاب زيادة الطلب على هذه المطارات. كما تأثر ببركان إسلندا الطيران العسكري الأمريكي، حيث أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) أن الجيش الأمريكي اضطر لإعادة تغيير مسار عدة رحلات جوية، بما في ذلك رحلات إجلاء الجرحى من أفغانستان والعراق. في غضون ذلك لاتزال حركة النقل الجوي الأوروبي في حالة فوضى عارمة بسبب قرار عدة بلدان إغلاق مجلها الجوي تخوفا من مخاطر الرماد المنبعث من بركان إسلندا. وازداد الأمر سوءا بالنسبة لحركة الملاحة الجوية الأوروبية مع تحرك سحابة الغبار البركاني نحو الجنوب والشرق، حيث وصلت تلك السحب إلى الحدود الفرنسية- الإسبانية واليونان جنوباً وروسيا شرقاً. ولا يعرف العلماء بالتحديد متى سيتوقف البركان عن نفث الغبار الذي يسبح على ارتفاع عشرة كيلومترات في الجو، مشيرين إلى أن ثورته قد تتواصل لعدة أيام وربما عدة أشهر. وتهدد سحابة الغبار العالقة في طبقات الجو العليا بإتلاف محركات الطائرات وهياكلها، وهي تكبد شركات الطيران خسائر تزيد على مائتي مليون دولار يوميا، وتسببت في إرباك خطط السفر في جميع أنحاء العالم. وبشكل عام، ألغيت يوم أمس نحو 16 ألف رحلة جوية في القارة الأوروبية، أو ما يشكل أكثر من ثلثي حركة الطيران الجوي الأوروبي. ومن جهة أخرى فقد تسبب تعطل حركة الطيران فوق أوروبا منذ يومين في غياب أبرز زعماء العالم عن حضور مراسم دفن الرئيس البولندي، ليخ كاتشينسكي وزوجته، وعلى رأسهم كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل والرئيسة الفنلندية وملكا السويدوإسبانيا ورؤساء ووزراء إسبانيا والنمسا وكندا وتركيا ورئيس المفوضية الأوروبية. وأعلن قادة الدول المجاورة لبولندا أو القريبة منها كالتشيك ولاتفيا وأوكرانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا ورومانيا وأستونيا، أنهم سيحضرون برا، وتتراوح المسافات التي سيقطعها هؤلاء بسياراتهم ما بين ثلاثمائة و1300 كلم.