انطلقت صباح أمس ورشات تقنية نظمت على هامش الندوة العالمية ال16 للغاز الطبيعي المميع بوهران، وقد تأخرت هذه الورشات بسبب تأخر التدشين الرسمي للندوة الذي تم ليلة أول أمس بقصر المؤتمرات لوهران. وقد حرص أساتذة وخبراء في قطاع الطاقة على تنشيطها من خلال ندوات وطاولات مستديرة لتناول وضع السوق الطاقوية الراهنة وتطور الإنتاج والأسعار، وتتناول ال47 محاضرة والتي تتواصل نهار اليوم مستقبل الغاز الطبيعي المميع وآفاقه، وجديد الصناعة الغازية وكذا تقديم المشاريع الطاقوية الجديدة التي يتم إنشاؤها في الجزائر كمركب سكيكدة، إلى جانب التوجهات الكبرى في مجال التجديدات التقنية والتجارية وتوجيه السوق العالمية للغاز الطبيعي المميع، والتحديات في مجال اقتصاد السلم، وكذا مسائل الأمن وتسيير المنشآت القائمة ونجاعتها. وأكد الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة، فون هاست، في المداخلة التي ألقاها، على البنود العريضة لاستراتيجية هذه الهيئة الدولية التي تسعى إلى بلوغ توافق في الآراء والأفكار بين منتجي ومستهلكي الطاقة، حيث أجمع أعضاء الاتحاد على ضرورة العمل لمواجهة تحديات أسعار السوق، مضيفا أن انهيار الأسعار لا يخدم الجميع، حتى الدول المستهلكة، حيث إذا تم إعداد الآليات اللازمة فإن الوضع الحالي سيدمر الكثير من الدول الصغيرة المنتجة، خاصة بعد حالة التشبع التي تعرفها السوق الدولية للغاز، ما بات يتطلب حوارا صريحا وشفافا. وأضاف هاست أن الطلب على هذه المادة سيرتفع خلال السنوات القادمة، بالنظر إلى النمو الديموغرافي وتطور المستوى المعيشي للشعوب والقارات، مبرزا أن المنتدى يسير بخطوات ثابتة نحو إنشاء “أوبك” للغاز، وذلك من أجل تلبية طلبات وزراء الطاقة ولإعطاء دفع قوي لصناعة الغاز، كما طالب بضرورة حماية البيئة التي يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن تأثيرات الغاز، وهو الشغل الشاغل للمتعاملين في مجال الطاقة للتخفيف من الآثار السلبية لصناعة الغاز، وعلى وجه التحديد مادة الكربون، إلى جانب تلبية حاجيات الدول الفقيرة من هذه المادة، بعدما أصبح يشكل لدى الكثير من الدول مادة أساسية، حيث لا يمكن أن تحرم منه الشعوب وهو ما بات يتطلب إيجاد السبل الكفيلة لتطوير وسائل الإنتاج والنقل والتخزين لوضع هذه المادة في متناول الجميع. وخلال الندوة الثانية التي ألقاها مدير شركة “قطر للغاز”، أحمد خليفي، راهن على احتلال قطر المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي المميع في غضون السنتين القادمتين، مبرزا التجربة الرائدة لقطر والتي لابد أن تكون نموذجا لجميع الدول المنتجة للغاز، حيث سيصل مستوى التصدير في هذه الفترة إلى 77 مليار متر مكعب، موضحا أن هناك الكثير من المشاريع التي ستربط بين قطر والجزائر في مجال نقل التكنولوجيا لتطوير الصناعة الغازية بالجزائر. وستتواصل الندوات خلال اليوم الثاني من أشغال “جي أل أن 16”.