كتب إلي أحد النواب الجزائريين فقال: إنه من المتضررين مما تكتبه الصحافة ضد النواب..! وأنه ليس كبقية النواب ولذلك تجرأ وكتب لي رسالة طويلة يصحح فيها ما اعتبره مغالطات إعلامية وردت بصفة خاصة في المقالات التي نشرتها..! وما جاء في هذه الرسالة المهمة: "أنت يا سعد تمارس التضليل الإعلامي الممنهج والممنطق أحيانا، فأنت تدعو سفير دولة الكويت إلى تنظيم يوم تربصي لنواب الجزائر في موضوع الأداء البرلماني الصحيح، وقد تكون على حق في هذا.. لكن كان عليك أيضا أن تدعو سفير قطر إلى تنظيم يوم إعلامي في قطر لتكوين أمثالك من الصحافيين في كيفية أداء مهامهم الإعلامية بكفاءة. ألم يحول الصحافيون في قطر دولتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة إعلاميا..؟! فلماذا لا تفعلوا أنتم في الجزائر ما فعل إعلاميو قطر؟! أم أن الصحافي الجزائري مثل البعير لا يرى حدبته ويرى حدبة النواب الجزائريين فقط..! نواب الجزائر على أي حال لم يصل بهم الحال إلى حال نواب مصر، حيث دعوا رجال الأمن إلى فتح النار على الشباب المصري ويمارسون "الدعوة إلى القتل" تماما مثلما تفعلون أنتم معشر الصحافيين في الجزائر..! أليست حكاية المرحوم تونسي مع إحدى الصحف عندنا تشبه الدعوة للقتل التي مارسها نواب مصر ..؟! فلماذا لا تكتب يا سعد عن قلة المهنية عندكم ؟! أم أن عين الرضا عن كل عيب كليلة.. وعين السخط على النواب تتصيد منكم دائما كل صغيرة وكبيرة ؟! مشكلة النواب الصغار الذين ترى فيهم هذا النقص هو أنهم لم يطالبوا الصحافة والصحافيين بأن يكونوا كبارا، ماذا لو قال نائب من الجزائر ما قاله أحد نواب مصر في البرلمان : مصر مستعدة لكراء جيشها للعرب إذا أرادوا محاربة إسرائيل؟! هل سمعت بصحفي مصري واحد طالب أن ينقل نواب مصر للتدرب على القول الصحيح لدى برلمانات فرنسا أو بريطانيا أوأمريكا؟! لعل مشكلة نواب الجزائريين هي أنهم سكتوا عن أخطاء مهنية منكم أنتم معشر الصحافيين بلغت إلى حد المساس بأمن البلاد في صميمه..! ألم تنشر إحدى صحفكم أخبارا كاذبة قالت فيها: إن القاعدة في بلاد المغرب تحوز أسلحة دمار شامل أو أسلحة كيماوية..! وهو ما دفع بجريدة نيويورك تايمز الأمريكية إلى القول بأن الجزائر التي تعارض وجود قاعدة أمريكية "أفريكوم" على أراضيها أصبحت عاجزة عن مواجهة إرهاب القاعدة بعد أن امتلكت أسلحة جرثومية..! لماذا لم تكتب يا سعد عن هذه الأخطاء أم أن الزمالة والتضامن المهني قد منعتك من ذلك؟! وماذا لو أن أحد النواب ارتكب مثل هذا الخطأ القاتل؟! لا شك أنكم معشر الصحافيين، حراس معبد الحرية والكفاءة، ستطالبون بشنقه في ساحة الشهداء؟! فلماذا لا تنظرون بعض الشيء إلى أخطائكم يا معشر الصحافيين؟! فلماذا لم يتساءل أي صحفي منكم عن امتلاك القاعدة في المغرب العربي للسلاح الكيماوي؟! وهي فرع من القاعدة كما تقولون في صحفكم.. والحال أن القاعدة نفسها في بلاد الأفغان لا تملك هذا السلاح.. فكيف يمتلك الفرع السلاح والأصل ليس له هذا السلاح؟! وبطبيعة الحال هذه مهنيتكم أنتم معشر الصحافيين التي يقيمون بها أداء النواب..! وتدعون إلى تكوينهم عند نواب الكويت لأنهم جهلة ؟! ألا تتفق معي يا سعد بأن أخطاءكم هذه أعظم من أخطاء نواب مصر الذين طالبوا بفتح النار على الشعب أو كراء الجيش المصري للعرب، بعد أن فشلت حكاية كرائه لإسرائيل وامريكا في سباق اتفاقية كامب دافيد! صحيح أن نوابنا لم يسقطوا الحكومة مثل نواب الكويت، ولم يحاسبوا الوزراء عن الفساد كما فعل الكويتيون.. لكن نواب الجزائر لم يدعوا أبدا إلى القتل كما فعلتم أنتم في الصحافة الجزائرية وفعل نواب مصر في البرلمان المصري..! أو عل الأصح فعل بعضكم وبعض نواب مصر؟! نحن، يا سعد، في البرلمان سكتنا وفعلتم بنا هذا الذين تفعلونه، فماذا لو تكلمنا وأخطأنا كما أخطأ نواب مصر في الأمثلة السابقة؟! لو حصل ذلك لطالبتم بأن يشنق معظمنا في ساحة الشهداء..! أعرف أن تعليقي هذا جزئي وجارح لك شخصيا ولا أطمع في نشره.. ولكن يكفيني أن تقرأه فقط وتعرف حقيقة تفكير نائب لا ينتمي للنوع الذي تطالب بتدريبه برلمانيا عند الكويتيين..! وأصدقك القول: إنني لا أتفق معك في الكثير مما تكتب، ولكن لا أستطيع أن لا أقرأ ما تكتب عندما تتاح لي فرصة القراءة.". ملاحظة : أخي النائب الجريء .. كنت سعيدا بردك وأسعد أكثر بنشره للقراء.. لكن سعادتي كانت تكون أكبر لو كانت لك الشجاعة ووقعت ما كتبته باسمك الكامل..! لأنه حرام أن يكون لدينا من النواب في هذا المجلس من يكتب بهذا المستوى من الفهم ولا يوقع ما يكتب..! فقط أتعجب لأنك تقول بأنك من متتبعي ما أكتب ومع ذلك لم تقرأ لي بأنني رأيت حدبة الصحافة وكتبت عنها أكثر من مرة.. صحيح أنني لم أكتب بمستوى الجرأة والوضوح الذي كتبت به أنت.. لكن كتبت ومع ذلك أمنيتي هي أن أتعرف عليك..!