”ماذا ننتظر من مهني الذي قال إن مستقبل المنطقة مع إسرائيل؟” اعتبر المناضل بحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والنائب عن ولاية بجاية، جمال فرج الله، أن حديث المغني، فرحات مهني، عن إنشاء حكومة مؤقتة، فكرة لم تخرج إلا من صفوف عدد قليل من الطلبة بجامعة بجاية وتيزي وزو ”المعجبين” بأطروحة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، وقال ”لا أحد يهتم بالفكرة ولا يتحدث عنها، ولا شيء حدث في الميدان بمنطقة القبائل، التي تهتف بالوحدة الوطنية مثل باقي أرجاء الوطن”. وقال أمس جمال فرج الله، في تصريح ل”الفجر”، إن ما تحدث عنه فرحات مهني لا يتجاوز ما تناقلته الصحافة من بيانه الذي صدر في ذكرى الربيع الأمازيغي، وإن ”خرجة” فرحات مهني تصنف في إطار اللاحدث. من جهة أخرى، ذكر أحد النواب والمؤرخين العارفين بخبايا منطقة القبائل، والذي تحفظ عن نشر اسمه، في تصريح ل”الفجر”، أن ما فعله فرحات مهني بالإعلان عن تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة القبائل، ليس سوى خرجة إعلامية أراد بها التغطية عن فقدانه الدعم في عقر داره، مضيفا أن هذه الفئة من ”العبثيين والمتطرفين” ليس لها وجود ولا تأثير في منطقة القبائل، باستثناء عدد قليل جدا من الطلبة الجامعيين، الذين انساقوا وراء فكرة تقسيم الوطن وضرب الوحدة الوطنية، بسلخ المنطقة عن باقي مناطق الوطن، وأن المغني فرحات مهني ومن يسانده لا يعبرون عن الرأي العام في المنطقة، وأن ما فعله فرحات مهني في ذكرى الربيع الأمازيغي يعد ضربا من الجنون. وعن إنشاء عدد من النواب الأوروبيين، وعلى رأسهم الفرنسيون، ل”مجموعة الصداقة مع الأمازيغ”، ذكر مصدرنا أن الفكرة حاولت دق باب حقوق الأقليات، لكنها ليست بعيدة عن اللوبي الصهيوني، الذي له علاقات قوية مع فرنسا، ومع فرحات مهني أيضا، الذي اعترف بذلك في أحد مؤلفاته، بقوله ”إن مستقبلنا مع إسرائيل”. وكان فرحات مهني، الذي يرأس ما يسمى ب”الحركة من أجل حكم ذاتي في منطقة القبائل”، قد أعلن من فرنسا عن إنشاء حكومة مؤقتة مهمتها إقامة المؤسسات الرسمية لمنطقة القبائل، وتمثيلها لدى المجموعة الدولية، على أن تظل قائمة إلى غاية الاعتراف بها من طرف الدولة الجزائرية، وأوكل إلى ما أسماها ”لجنة تفكير”، مهمة هندسة الحكومة المؤقتة، وتحديد مهامها.