قالت مصادر مطلعة ل”الفجر” إن المصالح المختصة بالمراقبة تكون قد شرعت في حملة ملاحقة للمرشدين السياحيين غير الشرعيين وغير المعتمدين الناشطين بالولايات الجنوبية الصحراوية، وهو الإجراء الذي رحبت به النقابة الوطنية للوكالات السياحية على لسان رئيسها، بشير جريبي، الذي أكد أن ارتفاع عمليات الاختطاف بمنطقة الساحل لم يؤثر على السياحة الصحراوية الجزائرية الذي ارتفعت بنسبة 35 بالمائة. تواصل المصالح المختصة بأمن وحماية السياح بالولايات الصحراوية، سلسلة من الإجراءات التنظيمية الأمنية، حيث أوردت مصادر على صلة بالموضوع ل”الفجر”، أنه تم الشروع خلال المدة الأخيرة، في حملة مطاردة المرشدين السياحيين غير الشرعيين أو غير المعتمدين، بعد أن أصبحت مهنة يتخذها أهالي الصحراء، ويطلق على تسميتهم ”الأحرار”، أي الذين لا يستندون في رحلاتهم على الوكالات السياحية. ويأتي هذا الإجراء، الذي تهدف من ورائه السلطات العمومية إلى توفير أعلى درجات الأمن لسكان الجنوب والسياح بالمناطق السياحية الصحراوية، أياما قليلة قبل تسجيل حادثة اختطاف السائح الفرنسي الجنسية، ميشال جرمانو، رفقة سائقه الجزائري على الحدود الجزائرية النيجرية. وسبق هذا الإجراء بأسابيع فقط إصدار تعليمات أوردتها نفس المصالح تجبر الوكالات السياحية المرافقة للأجانب بعمق الصحراء على ضرورة التصريح المسبق بمسار الرحلة وجميع مسالكها، بالإضافة إلى إعلان توقيت الرحلات، وذلك لاتخاذ إجراءات تراها السلطات المعنية مناسبة في حالة حدوث طوارئ، كحالات الاختطاف مثلا أو التيهان في عمق الصحراء، أو حتى حوادث المرور المميتة التي تقع بالجنوب. وتريد الجزائر من خلال هذه الإجراءات تامين السياح الأجانب، من أي مكروه وبالتالي صد أي مجال للتدخل الأجنبي، الذي يتخذ من مكافحة الإرهاب ذريعة في كل مرة، لاسيما وأنها طورت تجهيزاتها العسكرية باقتناء طائرات مراقبة متطورة، وأخذت على عاتقها مهام تكوين مختلف الوحدات العسكرية لبلدان الساحل، إلى جانب قيادة العمليات المشتركة لضرب معاقل الإرهابيين بالمنطقة. وسارعت النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلى الترحيب بهذا الإجراء، حسب تصريحات أدلى بها ل”الفجر”، بشير جريبي، رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، معتبرا أن نشاط الدليل السياحي ”لابد أن يكون منظم ومقنن بعقد مع وكالة سياحية معتمدة هي الأخرى”، وأضاف أن ظاهرة تهديدات العناصر الإرهابية بمنطقة الساحل، لم تؤثر على السياحة الصحراوية الأجنبية بالجنوب الجزائري، واستدل على ذلك بارتفاع عدد السياح خلال الثلاثي الأول ل2010 بنسبة 35 بالمائة، مقارنة بسنة 2009، إلا أنه حذر من عواقب عدم امتثال الوكالات السياحية للإجراءات التنظيمية الجديدة.