يواجه سكان البلدية الغبن والحرمان، حيث يئسوا من المعاناة والمشاكل التي أصبحوا يتخبطون فيها، بعد أن تنفس أكثر من 12 ألف نسمة ببلدية بئر ولد خليفة بعين الدفلى الصعداء وتحرير بلديتهم من الغارات الإرهابية ومخلفاتها التي اتخذتها معقلا لها بعد أن تكالبت عليها كتائب الموت خلال العشرية الحمراء تصنف بلدية بئر ولد خليفة ضمن البلديات الفقيرة التي تحملت تداعيات سنوات الجمر، يقطنها حوالي 12780 نسمة، تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب 53 كلم2، ذات طابع فلاحي 100 بالمائة، وهو ما جعلها نموذجا لظاهرة النزوح الريفي من البلديات المجاورة ومداشرها النائية، حيث وصل عدد النازحين إلى 12 ألف عائلة، وهو ما زاد من الضغط. وحسب شهادات السكان، فإن البلدية تعيش وضعية جد سيئة نتيجة انعدام المداخيل، وهو ما أفرز نقائص بالجملة فاقت طاقة استيعاب قدراتها.. فرغم استفادتها من برامج تنموية، إلا أنها لم ترق للمستوى المطلوب، حيث أصبحت مداشرها تعيش واقعا تنمويا صعبا، خاصة جراء الأحداث التي عرفتها خلال العشرية الحمراء، التي خلفت صعوبة لمنتخبيها في إحداث طفرة إيجابية على مستوى التنمية المحلية ووقوفهم ميدانيا على مشاكل وتطلعات السكان. ويظهر الوضع جليا من خلال تصريحات السكان، وفي مقدمتها أزمة السكن، حيث لم تعرف البلدية أي تسجيل للإستفادة من البرامج السكنية بعد أن تم توزيع حصص سكنية ل 68 وحدة سكنية. أما بخصوص برامج السكن الريفي، فقد استفادت البلدية من حصص تم توزيعها لفائدة دوار الاسماعلية. من جانب آخر، يشكو المواطنون من النقص الفادح في مياه الشرب، خاصه أننا مقبلون على فصل الحر الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة الحيوية، في وقت مازال سكان المداشر يستعملون الوسائل البدائية، كحي لصاص ووداني والقرية الفلاحية ودوار الرحايلية، رغم أنه جرت عملية تجديد للقنوات الرئيسية لذات المادة، إلا أنهم يواجهون مشكل العطش، حيث يضطر أبناؤهم للمشي مسافة كيلومترات طويلة لاقتناء مياه الصهاريج والمنابع القريبة من المنطقة. وعن الإنارة العمومية، يشير السكان إلى أن معظم أحياء المداشر تعيش في ظلام دامس، وهو ما زاد من تخوفهم من انتشار رقعة الإعتداءات الليلية والسطو على ممتلكاتهم، خاصة أن الوقت الحالي يشهد هذه الظاهرة يوميا وبقوة بمثل هذه الأماكن المظلمة، في الوقت الذي تعيش العائلات في فقر مدقع، إضافة إلى هذا فهم يعيشون عزلة مفروضة بسبب اهتراء الطرق المؤدية إليها. كل هذه النقائص عرقلت الحياة اليومية للمواطنين، ناهيك عن هاجس البطالة، والذي يحتل المرتبة الأولى بالبلدية رغم أنها تتوفر على أراضي زراعية خصبة، قد تكون وراء تقليص ولو نسبة قليلة من البطالة التي يواجهها شباب هذه البلدية، وهم اليوم يأملون بالفرج لإخراج بلديتهم وأسرهم من هذا البئر العميق للمعاناة والبيروقراطية التي فرضت نفسها على الدوار.