منظمة فرنسية: العمل ليس انفراديا وانعدام تجند فعال من السلطات يمثل تشجيعا استنكر عميد مسجد باريس الكبير، والحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب ”بشدة وتحسر”، تدنيس سبعة أنصاب تذكارية لجنود مسلمين في المربع العسكري لمقبرة تاراسكون في منطقة بوش دو رون، حيث ربط المنددون بين العمل الإجرامي وإحياء الجزائر ذكرى مجازر 8 ماي 1945، التي شهدت تنفيذ جريمة دولة ضد الإنسانية، قادتها فرنسا الاستعمارية ضد الشعب الجزائري الأعزل. وأوضح بيان وقعه عميد مسجد باريس الكبير، الدكتور دليل أبو بكر، أنه ”عشية الاحتفال بانتصار 8 ماي 1945 الذي ضحى من أجله آلاف الجنود المسلمين، فإننا نستنكر بشدة وتحسر، تدنيس يوم الخميس الماضي، سبعة أنصاب تذكارية لجنود مسلمين في المربع العسكري، لمقبرة مدينة تاراسكون، في منطقة بوش دو رون”. واعتبر المسؤول الأول عن هذه الهيئة الدينية والثقافية، أن ”هذا التدنيس يعكس تصعيدا للأعمال المعادية للإسلام في فرنسا وأن تفاقم الشعور المعادي للأجانب لا يعرف حدودا ولا حتى احترام دماء هؤلاء الجنود التي أريقت دفاعا عن حرية فرنسا وأوروبا”. وأضاف الدكتور دليل أبو بكر، أنه ”يبدو من باب التوهم، دعوة الذين يغذون هذا الكره للأجانب إلى التعقل، نظرا للطابع اللامعقول لفعلة التدنيس”، داعيا الجالية المسلمة في فرنسا إلى تجنب من خلال يقظتها وسلوكها الاستجابة للاستفزاز والأفعال التي تستهدف الأماكن المقدسة، وقال ”إنها تمثل مساسا خطيرا بالذاكرة الوطنية”. من جهتها، أدانت الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب غير الحكومية، في بيان صحفي ”بشدة” تدنيس الأنصاب التذكارية التي أقيمت بالمقبرة العسكرية لتاراسكون، لجنود مسلمين ماتوا خلال الحرب العالمية الأولى، مشيرة إلى أنها ”تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي يمثل مساسا بذاكرة هؤلاء الرجال، الذين ضحوا بأنفسهم من أجل فرنسا، وكذا إهانة بالنسبة للجمهورية”. وأضافت المنظمة أن ”هذا العمل ليس منفردا، بل يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات العنصرية، التي ميزت الشتاء الفارط وربيع 2010”، وقالت ”هذه الاعتداءات تضاف إلى التصعيد العنصري الذي يشجعه الانحراف المعادي للأجانب، ويعكسه النقاش حول الهوية الوطنية”، كاشفة عن ”انعدام تجند حقيقي وفعال للسلطات العمومية، في وقت يتعرض فيه السكان العرب المسلمون للاحتقار والانتقاد”، الأمر الذي يمثل تشجيعا لمواصلة الأعمال المعادية للإسلام. ودعت إلى تجند كل الديمقراطيين لمكافحة الظاهرة واستئصالها بشكل حقيقي، خاصة من طرف الدولة الفرنسية، قائلة ”نطالب السلطات العمومية الفرنسية بتجند عاجل أمام التصاعد الخطير للأعمال العنصرية”.