يتناول الكتاب الموسوم ب”وتستمر الحياة في سراييفو...”، الصادر مؤخراً عن دار”إي أل أف ايديسيون” الفرنسية، للكاتبة والباحثة الجزائرية عفاف عنيبة، بعضا من حياة شعبي البوسنة والهرسك، بعد مشاركتها في لجنة التضامن البوسنية الجزائرية، فحاولت أن تنقل من خلال شهادات حية لمنطقة البلقان بعد انفجار الإتحاد اليوغسلافي و استقلال سلوفينيا و بعدها كرواتيا و و من ثمة اندلاع حرب البوسنة و الهرسك من جراء العدوان الصربي الذي لم يحترم نتائج الاستفتاء الذي نظم في البوسنة و الهرسك حول الاستقلال عن بلغراد في شهر فيفري من سنة 1992. وتقول الكاتبة عن هذا العمل الجددي لها، أنها حاولت أن أختزل 72 ساعة من حياة عائلة بوسنية متكونة من أم السيدة كيرفيتش و الأبناء ثلاث جعفر عارف و قاسم و الابنة الوحيدة إيناس، فالحصار الذي كان مضروبا علي “سراييفو” آنذاك جعلني_تضيف الكاتبة في مقدمة كتابها_، أتعرف علي العاصمة البوسنية من خلال صور و خارطة تتبعت فيها نهر الميلجاكا و أهم الشوارع و المباني الرئيسية بأصابعي، المدينة القديمة، الحي الأولمبي، حديقة تجالريس، المطار و قد احتلت الطبيعة مكانا هاما من الرواية الثلج و البرد والمطر مع الخوف و الجوع و الرعب، والبطل الآخر الغريب الصحافي المحقق القادم من جزيرة أوروبية عانت ويلات الاحتلال و التمييز الديني إيرلندا باتريك برايت، فكانت الروائية تكتب والأمل يحدوها في مواصلة نقل صرخة سكان سراييفو المحاصرين إلي بقية العالم عبر روايتها التي لم ترى النور إلا بعد مرور سنوات عن تجربتها تلك. فحاولت أن تنقل للقارئ، تبيان دور الإرادة الذاتية و الجماعية لمسلمين معرضين لخطر الإبادة و كيف أن المؤمن الحقيقي له أن يوحد و يتوكل علي الله ليحرر نفسه و أهله من كابوس العجز و الحقد و العزلة، الكتاب هذا جاء في 167 صفحة.