نفى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي وجود أية مفاوضات مع البوسنة فيما يتعلق بملف الرعايا الجزائريين المفرج عنهم من سجن غوانتانامو والمقيمين بالبوسنة والهرسك، مؤكدا أنه قد اكتفى بتبادل المعلومات حول الموضوع مع نظيره البوسني سفان ألكالاي، وأن الرعايا سيحضون بالترحاب في حال ما أرادوا العودة إلى الجزائر. دارت المباحثات التي جمعت وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بنظيره البوسني، حول ملف الرعايا الجزائريين المحبوسين سابقا في سجن غوانتانامو والذين أطلقت الإدارة الأمريكية سراحهم ليتم نقلهم إلى البوسنة والهرسك، حيث أشار مدلسي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الوطنية إلى أن هؤلاء الأشخاص لديهم "وضع خاص"، مؤكدا ضرورة الاهتمام بهم ودراسة وضعيتهم حالة بحالة، وعلى الرغم من تأكيده عدم مباشرة أية مفاوضات حول الملف مع نظيره البوسني، إلا أن مدلسي قد أعلن ترحيب الجزائر برعاياها في حال ما كانت لديهم رغبة في العودة. وحول ذلك، أوضح وزير الشؤون الخارجية بأن الجزائريين المقيمين بالبوسنة والهرسك متزوجون ببوسنيات ولديهم أبناء، مضيفا بأنهم "متواجدون في بلدهم الثاني البوسنة والهرسك"، حيث أشار إلى أنه قد قام بتبادل المعلومات فحسب مع نظيره البوسني حول هذا الموضوع، ليدعم الوزير البوسني سفان ألكالاي ما قاله مدلسي وذلك بالإشارة إلى أنهم أرباب عائلات تم التكفل بهم جيدا تمكينهم من رؤية زوجاتهم وأبنائهم، مضيفا فيما يتعلق بباقي السجناء أن "الولاياتالمتحدة قد قررت التعامل معهم حالة بحالة، وفور حصولنا على معلومات حول وضعيتهم سنقوم بإطلاعكم عليها" وتجدر الإشارة إلى أن 6 أشخاص جزائريين، كانوا قد نقلوا سنة 2002 الى قاعدة غوانتانامو الأميركية بكوبا من البوسنة، بتهمة تهديد السفارتين الأميركية والبريطانية في سراييفو، وإقامة اتصالات مع تنظيم "القاعدة"، ويتعلق الأمر بكل من بلقاسم بن سايح وبومدين لخضر وبودلة الحاج وآيت ايدير مصطفى وصابر الأحمر ونايلي، حيث اختفى الجزائريون الستة بعد الإعلان عن قرار المحكمة الفيدرالية في سراييفو بإطلاق سراحهم باعتبار أن الأدلة ضدهم غير كافية، وقد كان المتهم الأول في قضية تنظيم "القاعدة" في البوسنة والهرسك بلقاسم بن سايح البالغ من العمر 41 سنة والمتزوج من بوسنية، قد وقع على وثيقة تفيد بأنه خرج من السجن الجهوي بمدينة زينتسا، بعد أن أدين سنة 2001 بتهمة التزوير وانتحال أسماء أخرى من بينها عبد الكريم الصباحي في الجواز اليمني، وبلقاسم بن سايح في جوازه الجزائري. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعادت ديسمبر 2008 ثلاثة سجناء جزائريين يحملون الجنسية البوسنية من معتقلي غوانتانامو إلى البوسنة، من بين الخمسة الذين أفرج عنهم بأمر من المحكمة، ويتعلق الأمر بكل من مصطفى آيت إدير، محمد نخلة وحاجي بودلة الذين وضعوا رهن التحفظ فور وصولهم إلى سراييفو.