بوحارة: الصراعات التي عرفتها ثورة التحرير ليست بالحدة التي يروج لها حاليا عبر، أمس، العديد من إطارات التكوين العسكري خلال الثورة التحريرية عن استيائهم لغياب الموضوعية والمصداقية في بعض الكتابات المؤرخة للثورة والتاريخ الجزائري عامة. وأكد عدد من منتسبي جهاز الاستعلامات العامة أثناء الثورة أنهم بصدد إجراء آخر اللمسات في تحضير الرد على اتهامات سعيد سعدي للعقيد هواري بومدين وعبد الحفيظ بوصوف، التي حملها كتابه “ عميروش..حياة واحدة، ميتتان ووصية”. تحضر جمعية جهاز الاستعلامات، المعروفة ب “المالغ “، للقاء لم يكشف عن موعده، للرد على الاتهامات المسيئة إلى رمزي الثورة التحريرية، العقيد عبد الحفيظ بوصوف والعقيد هواري بومدين، في حادثة استشهاد العقيد عميروش، وهي الاتهامات التي وجهها رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، في كتابه الأخير، وأثارت ازدراء الأسرة الثورية والتيار الوطني. وسيكون الرد على هذه الافتراءات، حسب ما أدلى به إطار التكوين العسكري خلال الثورة التحريرية، العقيد شايشي بغدادي، في تصريح ل “الفجر”، بالحجة والدليل، والوثائق التي جمعتها جمعية “المالغ” التي يرأسها الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، الذي سبق وأن صرح بقبة البرلمان أن منتسبي جهاز “المالغ” يحضرون للرد على ادعاءات سعيد سعدي. وأقر المتحدث، في ندوة “المجاهد” في عددها أمس المخصص لموضوع التكوين العسكري بالثورة التحريرية، بغياب المصداقية والموضوعية في الكثير من كتب تاريخ الثورة، واستغلت جهات معينة الأمر لخدمة أغراض شخصية مشبوهة، في إشارة منه إلى الإصدار الأخير لرئيس الأرسيدي، مرجعا السبب في ذلك إلى تدخل أشخاص لا صلة لهم بالتاريخ والأحداث، وقال: “هذه الكتابات لم تكتب من طرف مؤرخين، واعتمدت على مصدر واحد وهو من انحرافات الكتابة التاريخية”. ولدى تطرقه إلى أهمية التكوين العسكري خلال الثورة، أكد الإطار بغدادي، أن جهاز “المالغ “ كان شريان الثورة التحريرية، لاسيما من حيث التكوين والتزويد بالعتاد الحربي، انطلاقا من شبكة العلاقات الدولية، التي سمحت بإرسال بعثات طلابية إلى الكليات الحربية المصرية والعراقية إلى جانب الصينية والسورية، وهي الإطارات التي قادت الإدارات الحساسة، ومصالح الجيش الشعبي الوطني بعد الاستقلال في 1962. من جهة أخرى، أوضح إطار التكوين العسكري، عبد الرزاق بوحارة، أن الصراعات التي عرفتها ثورة التحرير لم تكن بتلك الحدة التي يروج لها في الوقت الحالي، مفندا أن يكون أغلب إطارات الثورة التحريرية من الفارين من الجيش الفرنسي كما يروج له “بل لا يعدو أن يكون هؤلاء ثلاثة”، دون أن يسميهم، يضيف بوحارة.