ما حكم قراءة القرآن من المصحف بغير وضوء؟ قراءة القرآن على غير وضوء جائزة؛ ما دام القارئ طاهرًا من الجنابة. وقد ورد أن سيدنا عمر كان يقرؤه على غير وضوء، فلما سُئِل في ذلك أجاب بما يفيد أنه جائز، وأما حمله على غير وضوء، فقد أجاز أبو حنيفة ذلك إذا كان بغلافه، أي: إذا كان مُغلفًا داخل كساء. ولقد اختلف العلماء في مس المصحف على غير وضوء، فالجمهور على المنع من مسِّه. ويقول الإمام القرطبي: واختلفت الرواية عن أبي حنيفة، فرُويَ عنه أنه يَمَسُّه المُحدِث حدثًا أصغر، وقد رُوِيَ هذا عن جماعة من السلَف، منهم ابن عباس وغيره. ويقول الإمام القرطبي أيضًا : وقد رُويَ عن الحكم وحماد وداود بن علي أنه لا بأس بحمله ومسِّه للمسلم طاهرًا أو محدثًا حدثًا أصغر. أما مس الصبيان للمصحف فالأظهر الجواز؛ لأنه لو مُنِع لم يَحفَظ القرآن. أحقية المرأة في المهر قبل الدخول خص عقد زواجه على امرأة وتم العقد ودفع المهر، وكان يجلس معها في بيتهم ويخرج معها للبحث عن مسكن، وقد أجّلا الدخول لحين الحصول على سكن، ثم اختلفا، وكانت النتيجة أن انفصل عن زوجته بالطلاق، ويسأل عن المهر الذي دفعه هل يحل له أخذه؟ إن المهر في الحال التي ذكرتها أصبح حقاً للزوجة، لأنه من خلال كلامك يتبين أنك كنت تختلي بالزوجة من جلوسك معها في بيتهم أو خارج بيتهم، وهذه الخلوة كافية في استحقاق المهر ولو لم يتم الدخول، لأن الفقهاء قرروا أن الخلوة الصحيحة كالدخول الحقيقي كلاهما يوجب المهر كاملاً، حتى لو لم تكن دفعت المهر فأنت مطالب بدفعه. والحكمة في هذا ظاهرة واضحة، فالمرأة سلمت نفسها لك ولا توجد موانع بينكما من الدخول، ومتى ما سلمت نفسها بموجب العقد الشرعي استحقت مقابله، أو حقوقها، ومن حقوقها المهر. وفي هذا أيضاً سد لباب اللعب والتنقل من امرأة إلى أخرى والتساهل في قضايا الأعراض. الشيخ محمد شارف