زارت مطربة الأعراس، نعيمة عبابسة، نهاية الأسبوع الفارط، مقر جريدة “الفجر”، بعد دخولها مباشرة إلى التراب الوطني قادمة إليه من العاصمة التركية أنقرة، أين أمضت رفقة زوجها شهر العسل، بمناسبة زفافهما الذي تم منذ أسابيع وسط عائلة العريسين، بالعاصمة التلفزيون الجزائري لم يعد يعطي للفنان الجزائري حقه أين تحدثت المطربة لقرائها عبر صفحات الجريدة عن جديدها الفني وبعض الأمور المتعلقة بحياتها الشخصية فكان هذا الحديث.. في البداية، نغتنم فرصة تواجدك اليوم بمقر جريدة “الفجر”، لنهنئك بمناسبة زفافك الذي تم منذ أسابيع قليلة.. أشكركم على هذه الإستضافة الجميلة، وأنا مسرورة بتواجدي بينكم، خاصة وأني فور عودتي من خارج أرض الوطن فضلت اغتنام هذه الفرصة لزيارتكم. طبعا، كما تعلمون، كنت خارج الجزائر أين قضيت رفقة زوجي شهر العسل، بين مدينة تونس، وتركيا، وأنا اليوم هنا وسط الأهل والأحباب للإحتفال بالمناسبة، والتحضير لأعمالي الفنية القادمة. بالحديث عن التحضير لأعمالك الفنية الجديدة، أين أنت منها، وسط هذا الكم من الأعمال الغنائية التي تطرح اليوم في سوق الكاسيت بالجزائر؟ أنا اشتغل على ألبومي الجديد، كنت قد شرعت في الفترة الماضية بانتقاء بعض الأعمال الفنية القديمة الخاصة بعمالقة الطرب الجزائري الأصيل، أين سأعمل على إعادة حوالي 3 أغاني جديدة في هذا الألبوم. هل لك أن تحدثينا أكثر عن هذا الألبوم؟ الألبوم سيضم كالعادة 12 أغنية، من بينها 3 أغاني أعيد تقديمها للجيل الجديد الذين لم يتسن لهم الإستماع إلى تلك الأغاني التي تعود إلى 30 سنة الماضية أو أكثر . كما توجد بالألبوم 6 أغاني من كلماتي وألحاني، أما باقي الأغاني فهي من كلمات بعض الشعراء الذين سبق لي أن تعاملت معهم في مشواري الفني. ومتى سنرى هذا العمل الفني الجديد؟ سيكون حاضراً ابتداء من عيد الفطر المبارك القادم، إن شاء الله. .. والسبب؟ أعتقد أنّ موسم الصيف هذا سيكون فيه أغلب الجزائريين مهتمين بمتابعة مونديال جنوب إفريقيا الذي تشارك فيه الجزائر، بالإضافة إلى حلول شهر رمضان المبارك في شهر أوت، وهو ما يعني أنّ موسم الأعراس والحفلات هذه السنة سيكون مغايرا للسنوات الماضية. لماذا لم تختاري طرح ألبومك قبل انطلاق المونديال، وشهر رمضان.. كما فعل أغلب الفنانين الجزائريين هذه السنة؟ حقيقة أنا فضلت عدم المغامرة، وعلى العموم أعمالي الفنية كثيرة ومتواجدة في السوق على مدار السنة، كما أنني متواجدة أيضا لإحياء الحفلات والأعراس متى طلبني جمهوري. من عادة الفنانة نعيمة عبابسة طرح أكثر من عمل فني في السنة، لكننا أصبحنا نلاحظك مقلة في هذا الجانب مؤخراً، ترى ما السبب وراء هذا؟ المشهد الفني عامة في الجزائر، لم يعد يساعد على طرح أكثر من عمل في السنة، وهذا ما جعلني أختار، بدءا من السنة الجارية، طرح عمل واحد في السنة، بدل طرح 4 أعمال كما كنت سابقا، وربما سأختار طرح ألبوم في سنتين حتى أعطي كل عمل حقه من الرواج. قلت في ردك السابق أنّ المشهد الفني، أو بمعنى أصح الوسط الفني، لم يعد يساعدك على طرح أكثر من عمل في السنة. كيف ذلك؟ هذا المشكل لا أعاني منه وحدي بل أغلب الفنانين الجزائريين أصبحوا يعانون من هذه المشكلة، حيث كانوا في السابق يطرحون أكثر من عمل في السنة، والجمهور كان يتجاوب مع أغلب أغاني تلك الأعمال التي تبقى خاصة بهم وحدهم، لكن اليوم أصبح الفنان يطرح أغنية جديدة.. فيأتي مطرب آخر متطفل على الوسط الفني، يقوم بأخذ تلك الأغنية بعد أنّ تأخذ رواجا كبيراً وسط المستمعين الجزائريين، أو كما يقولون باللغة الدارجة “الدير سوكسي”، يأتي ذلك المتطفل الذي لم نسمع به من قبل، يعيد طرح الأغنية بموسيقى مغايرة ويأخذ الشهرة، فيم يموت العمل الذي اجتهد فيه الفنان الذي طرحه أولا. ما العمل إذاً للحدّ من هذه الظاهرة التي أضحت تشكل عائقاً أمام عدد كبير من الفنانين؟ ليتنا نعلم.. ربما نحتاج إلى ترتيب الوسط الفني، كي تعود الأمور إلى سابق عهدها.. إلى أنّ يعود الوسط الفني إلى سابق عهده، أين هي نعيمة عبابسة من الديو، ولماذا نراك مقلة في هذا الجانب، مع أنّ أغلب المطربين في الوقت الحالي يطرحون أكثر من ديو في السنة؟ لست مقلة كثيراً لكني أفضل دائما تقديم أعمال تناسب صوتي وقدراتي الفنية، ولكن مع هذا كنت قد سجلت، منذ سنتين تقريباً، ديو مع شقيقتي فلة، يتناول قضية وطنية، لكنه لم يتلق الدعم المرجو من إدارة التلفزيون الجزائري، من أجل عرضه في القنوات الفضائية والأرضية، بعدما أهملوا التكفل بتصويره على شكل فيديو كليب. حدثينا أكثر عن هذا الديو؟ الديو هذا كان الأول من نوعه الذي جمع بيني وبين شقيقتي فلة، وطرحتها في ألبومي السابق، كانت تحمل عنوان “الجزائر الشهيدة”، وهي كما قلت لك سابقاً تتحدث عن الجزائر، أرض الثورة والبطولات. وحين صدر الألبوم رغبنا في تصويره على شكل فيديو كليب، لكن تماطل إدارة التلفزيون الجزائري في الردّ علينا إن كانت ستعرضه للمشاهدين الجزائريين أم لا، حال دون خروجه إلى النور، مع أنها أغنية وطنية، ولا ضير في عرضها عبر مختلف القنوات التلفزيونية الوطنية، لكن يبدو أنّ إدارة التلفزيون لديها رأي آخر، وهي تتعامل مع بعض الفنانين فقط، فيم تعامل الباقي وفق مبدأ عدم الإهتمام بما يقدمونه. ألهذا السبب أصبحت تعزفين عن تصوير أعمالك الفنية على شكل فيديو كليب؟ طبعاً.. وأعتقد أنّ هذا السبب هو سبب وجيه، ربما لو كانت لدينا قناة مختصة بالفن لاختلف الأمر، لأن وجودها يسمح برواج عدد كبير من الأعمال الفنية. أعتقد أننا اليوم أكثر من أي وقت مضى أصبح من الضروري وجود قناة فنية، تساعد على إيصال الفن الجزائري إلى مختلف أنحاء العالم. ما سبب غيابك عن الجمهور الجزائري، بالحفلات التي تقام هنا بالعاصمة، وفي بعض المدن الداخلية الأخرى؟ منذ 5 سنوات والقائمون على تنظيم الحفلات هنا، يعاملونني بالكثير من الإجحاف، ولو لم يأت المهرجان الثقافي الإفريقي الذي احتضنته الجزائر السنة الفارطة، لما تواصلت مع جمهوري بالعاصمة وبعض المدن الداخلية الأخرى. وبمجرد انقضاء”الباناف”، عاد التجاهل يصيب اسمي وفني كما كنت من قبل. هل هذا يعني أنك لم تقيمي أي حفل فني بالجزائر منذ الصيف الفارط؟ بلى أنا أحيي بعض الحفلات هنا وهناك، ولكنها حفلات خاصة، حيث قدمت مؤخراً حفلا بولاية سكيكدة، بالإضافة إلى ظهوري مؤخراً في إحدى الحصص بالقناة الفضائية العربية “نسمة تي في”، ولولا هذه القناة التي تحاول أن تستضيف بعض الأسماء الفنية في المغرب العربي، وتعمل على إيصال أعمالهم إلى مختلف دول العالم العربي والأوربي، لما سمع بنا أحد. قادتك زيارتك، نهاية السنة الفارطة، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لنصرة “الخضر” في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، والتي عادت فيها الكلمة للمنتخب الجزائري، على حساب منتخب مصر. حدثينا عن تلك التجربة؟ والله كانت مناسبة جميلة لازلنا نحتفظ بذكرياتها بداخلنا، خاصة بعد النتيجة والأداء الرائعين اللذين قدمهما أشبال رابح سعدان فوق أرضية الميدان، والأنصار الجزائريون الذين توافدوا بكثرة، والحمد لله نتمنى أن تتواصل انتصارات الجزائر، ويقدم لنا أبناء الجزائر نتيجة جميلة في مشوارهم بجنوب إفريقيا. لاحظنا غيابك عن الحفل الفني الذي أحياه نخبة من الفنانين الجزائريين بالعاصمة السودانية الخرطوم، رغم كونك كنت من أول الفنانين الذين سافروا لمساندة رفقاء كريم زياني في أم درمان؟ للأسف الشديد، تعاملوا معي ومع بعض الفنانين الجزائريين بنوع من الإجحاف، إذ لم يتصلوا بنا من أجل إحياء حفلات الجزائر بالسودان، رغم أنني، كما قلت لك سابقاً، كنت من أول الفنانين الذين سافروا لمساندة “الخضر”، وهذا يدخل في إطار سياسة الإقصاء التي أصبح القائمون على برمجة الحفلات في الجزائر ينتهجونها معي. بعض الفنانين الجزائريين أصبحوا مؤخراً يقدمون أدوارا تلفزيونية، ألم تفكر نعيمة في ولوج عالم التمثيل؟ في الحقيقة أنا لا أجيد التمثيل، فأنا فنانة وكاتبة كلمات وملحنة لا أكثر ولا أقل، لهذا فقد تركت التمثيل لأهله، كما أتمنى أن يتركوا الفن لأهله أيضاً. وأضافت ضاحكة- ، أنا لازلت لحدّ اللحظة أخجل من الظهور على شاشة التلفزيون، وحتى حين أظهر فدائما هناك آلة موسيقية أمسكها بين يديَّ كي لا يبدو عليَّ التوتر.