عندما تتحول الفرحة إلى حزن، والزغاريد إلى دموع، وبياض العريس إلى سواد.. عندها فقط يكون المجتمع قد انحرف عن المسار الصحيح وقد حوّل أهم مواعيد العمر إلى ظلام. الأخبار التي تتهاطل على قراء الصحف وحالة الطوارئ التي أصبحت تعلنها مصالح الحماية المدنية والمستشفيات ومصالح الأمن كلما أقيمت الأعراس العائلية، تؤكد أننا لا نتقن حتى الفرح، وربما العشرية السوداء التي مرت على العائلة الجزائرية وجعلتها تؤجل أعراسها وأحيانا تقيمها في صمت هي التي جعلت الناس تغالي الآن في الفرح في صيحة أشبه ب »نحن هنا«. تسممات غذائية صيفية: عندما تصبح »الشخشوخة« سما مازال الجزائريون يفضلون فصل الصيف دون غيره من الفصول لإقامة الأفراح لعدة عوامل أهمها دخول الطلبة والتلاميذ في عطلتهم الموسمية، كما أن العمال يفضلون اختيار شهري جويلية وأوت للعطلة السنوية والتي تتزامن مع عودة أهاليهم المهاجرين من الخارج، إضافة إلى كون أيام الصيف طويلة ولياليها منعشة مما يعني أن الصيف يمنح المناخ الملائم لإقامة الأعراس، ولكن الصيف الحالي فاجأ الناس بدرجات حرارة قياسية قاربت الخمسين تحت الشمس، وهو ما شكّل خطرا على المدعوين للعرس وأيضا على المواد الغذائية سريعة التلف بفعل الحرارة مثل الزبدة والبيض والفاكهة، فأغلب حالات التسمم التي تحدث في الجزائر تكون الولائم هي السبب المباشر لها كما وقع في عرس أقيم يوم الخميس الخامس من جويلة الماضي إذ تعاطى المدعوون في حفلة أقيمت في بلدة الحروش بولاية سكيكدة لحما مفروما فبات ثلاثة وثلاثون منهم في المستشفى وكان من بين الضحايا العريس الذي أمضى ليلته في حالة تقيؤ، ويمكنكم تصور حالته أمام عروسه بعد ذلك. وللأسف تصنع كل أنواع الحلويات حالات التسمم كما حصل في الثامن من جوان من السنة الحالية عندما اقتنت عائلة في حفلة خطبة قطعة حلوى فاخرة بالطوابق من محل بعنابة ونقلتها إلى قرية عصفور بولاية الطارف، وما إن التهمها المدعوون حتى تم تسجيل حصيلة ثقيلة بلغت 25 ضحية أمضوا ليلتهم في قسم الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة وانتهت الحكاية بمتابعة (العريس) لصاحب المحل قضائيا، خاصة أن هذا التسمم أصبح أشبه بالفضيحة في هاته القرية الهادئة. كما عاشت بلدة مسكيانة التابعة لأم البواقي أيضا حادثة مماثلة يوم الجمعة الماضي فقط، إذ أصيب 31 شخصا بتسمم خطير في قلب حفل الزفاف، وكان من ضمن الضحايا ثلاثة أطفال تم إنقاذهم جميعا بمستشفى المدينة، الحفل توقف فجأة بعد العشاء عندما ازدحمت مراحيض بيت العريس بالزبائن الذين أصيبوا بإسهال حاد وإغماءات جعلت معظمهم يمضي ما لا يقل عن ثلاثة أيام في المستشفى. مثل هذه الحالات كثيرة جدا وتعود بالأساس إلى كون العائلات تقتني كمية ضخمة من المواد الغذائية مثل اللحوم واللحم المفروم والدجاج والكاشير والحلويات ولا تجد أماكن تبريد كافية فتتركها في أماكن حارة مما يعرضها بسرعة للتلف، ولحسن الحظ أن هذه التسمممات لم تسجل قتلى ولكنها مع ذلك أفسدت هاته الأفراح، وأكدت مصادر صحية أن عدد التسممات تقدر بالآلاف سنويا بسبب تناول الطعام الفاسد في الأعراس ولكن أهل العرس يلجؤون أحيانا إلى التطبيب في سرية حتى لا تندلع الفضيحة، خاصة أن العرس بالنسبة للكثيرين موعدا مقدسا تتباهى به العائلات فيما بينها، وعامة الناس يتفاخرون بالشخشوخة اللذيذة وطاجين الحلو وليس بالأطعمة التي تنقل المدعوين إلى المصحات فترقص أمعاءهم بدلا عن أبدانهم. ومن الحكايا التي رواها لنا الشاب خلاص أنه أحيى عرس أحد أصدقائه بالجزائر العاصمة وبعد أن تناول العشاء رفقة الفرقة التي صاحبته إلى الحفل لم يستفق إلا وهو في قسم الاستعجالات بسبب تسمم أصابه من أكلة مكونة من اللحم المفروم، كما أحصت بلدة الميلية بجيجل في أوت من العام الماضي 103 متسمم في عرسين بسبب شربهم لماء الآبار. البارود والرصاص: قتلى وجراحى... من دون إصرار وترصد لا يوجد بلد في العالم يعشق »البارود« مثل الجزائر، حتى رؤساء الجمهورية يتم استقبالهم في خرجاتهم الميدانية بالبارود.. ويتم استئجار أصحاب بنادق الصيد في الأعراس لأجل إطلاق البارود مع حضور موكب العرس، وانتقل الرصاص في المدة الأخيرة إلى الاستعمال من مسدسات رجال الأمن والدفاع الذاتي، وكثرت بذلك الرصاصات الطائشة التي حولت أعراسا كثيرة إلى مآتم ويكون أحيانا القاتل »صاحب البندقية« من أهل »الضحية«، كما حدث في جويلية 2002 بولاية تيارت عندما تنقلت عائلة من بلدة زيدين لأجل خطبة عروس تقطن ببلدية عين الفضة وكان ضمن الحاضرين خال العريس »الخاطب« وهو رجل من الدفاع الذاتي الذي أحضر بندقيته وبمجرد الانتهاء من مراسيم الخطبة حتى أطلق الخال الفرحان رصاصات الاحتفال فاستقرت واحدة منها في صدر شقيق العريس »أي ابن أخته« فتوفي في عين المكان وتوقفت دواليب الفرح وأضرب العريس عن الزواج حزنا على أخيه الذي مات وأيضا على خاله الذي تمت متابعته من مصالح الأمن بتهمة القتل الخطأ، ولن نعود كثيرا إلى الوراء ونتوقف أمام مآسي حدثت هذا الأسبوع فقط عندما أصيب عشرة أطفال بالبارود بعد استعمال عشوائي للسلاح الناري في عرس جرت أحداثه يوم الإثنين الماضي بحي (حديد حسين) بمدينة ڤالمة... وفي غمرة الفرحة،أخرج أحد المدعوين بندقية صيد عيار 16 ملم مليئة بالبارود ومادة "الصاشم" وراح يعبر عن فرحته بالبارود فأصابت الشظايا عشرة أطفال تم نقلهم إلى مستشفى المدينة بينما بدت حالة ثلاثة منهم في منتهى الخطورة فنقلوا إلى مستشفى إبن رشد بعنابة وبلغت أعمار الضحايا العشرة ما بين (9 و18) سنة، وكانت ذات الولاية قد شهدت منذ أسبوع فقط في منطقة حمام دباغ إصابة شاب برصاصة استقرت في ذراعه المهدد بالبتر بعد تلقيه طلقة نارية من بندقية أحد المدعوين. وتكثر حوادث البارود بالخصوص في الدواوير خاصة في الهضاب العليا العربية ومنطقة الشاوية، حيث عجزت القوانين الأمنية عن ردع استعمال البارود، فمثلا في مداشر خنشلة لا يحلو العرس إلا بمواكب سيارات تتكلم البارود فقط.. وربما أهل المداشر لهم أعذارهم بسكناتهم المتكونة من طابق واحد، حيث لا يشكل رفع فوهة البندقية إلى السماء أي خطر وهو عكس ما يحدث حاليا عندما أصيبت امرأة في خنشلة كانت تتابع العرس من شرفتها كما أصيب شخص نهاية شهر جويلية الماضي برصاصة في عينه حولته إلى معاق، وهذا ببلدية صالح باي جنوب ولاية سطيف إذ انتهى العرس بإعاقة أحد أقارب العريس والزج بآخر رهن الحبس المؤقت. "الشماريخ" و"الفيميجان": أفراح الملاعب في الولائم الجزائر لا تتميز وحدها بطريقة الأفراح باستعمال البارود بل إن المناصرين الجزائريين هم وحدهم الآن الذين يشعلون ملاعب الكرة حتى يحولوها جميعا إلى دخان ونار، ولأن الجزائري لا مكان له للفرح والزهو إلا الملعب، فإن أجواء الملعب التي تغيب في الصيف بفعل توقف البطولة تنتقل إلى الولائم، حيث تندلع أغاني الملاعب ومعها أجواء النار إذ ينقل الكثيرون المفرقعات الممنوع استعمالها في المولد النبوي الشريف إلى قاعات الحفلات والمساكن التي تقام فيها الولائم، ويؤكد تجار المفرقعات أنهم يبيعون »المحاريق والشماريخ والفيميجان« في الصيف أكثر من مناسبة المولد الشريف فترتفع أسعارها وتصل الخطيرة منها إلى 3000دج للواحدة من نوع »دراغون«، وكانت "الشروق اليومي" قد نقلت نهار أمس مأساة حدثت في قرية القنار بولاية جيجل عندما اقتنى أحد من أهل العرس مفرقعة قوية المفعول وحاول مداعبة نساء العرس فرمى المفرقعة تزامنا مع طقوس الحنة الخاصة بالعريس فأصاب 13 امرأة والعريس بجروح وصلت إلى حد إصابتهن بحروق بليغة على مستوى أطرافهن السفلى والعلوية وتم نقلهن جميعا إلى المستشفى، بينما فتحت مصالح الدرك تحقيقا حول خلفية استعمال هاته المفرقعة الخطيرة جدا التي يستوردها تجار »الشنطة« من الصين. صحيح أن "الفيميجان" يعطي أجواء زاهية في ليالي الصيف المقمرة، ولكن ترك المفرقعات ما بين أيدي الأطفال لاستعمالها خاصة في حضرة النسوة يحولها إلى قنابل تثير المخاوف وتؤدي إلى إصابات. كورتاجات.. أم راليهات؟ سواق بدون »جواز سياقة« في مواكب العرس تلغى إشارات المرور وحتى استعمال الأحصنة في قلب المدينة يصير مسموح به. وبعيدا عن الحرج الذي تسببه هاته المواكب، فإن سرعة صاحب السيارة التي تحمل العروس يجعل بقية الموكب في حالة مطاردة، وقد شهدت ولاية ميلة منذ شهرين مقتل أربعة أشخاص كلهم من المهاجرين حضروا إلى عرس من فرنسا فبقوا للأبد في الجزائر ولكن تحت التراب.. ومن عجائب ما حدث في مدينة باتنة منذ ثلاثة أسابيع أن مصور »فيديو« كان يقوم بتصوير موكب العرس من نافذة سيارة كانت تطير ولا تسير وفي أحد المنعرجات سقط المصور الشاب من نافذة السيارة فدحسته سيارة تابعة للموكب من الخلف فهلك هذا الشاب المصور، ولكم حرية تصور نهاية هذا العرس الذي سقط فيه قتيل. ومن المآسي التي وقعت في قسنطينة في صائفة 2001 والتي مازالت آثارها لحد الآن هي انقلاب سيارة في موكب عرس وكانت الحصيلة مؤلمة جدا إذ كان من ضمن القتلى الأربعة العريس الذي تم نقله إلى المقبرة في اليوم الموالي بعد أن كان قد استأجر غرفة في فندق بمدينة سوسة التونسية لقضاء شهر عسله رفقة عروسه الأرملة التي ترملت قبل ليلة الدخلة!!. وفي منطقة الشاوية الممتدة ما بين ولايات خنشلةوباتنة وأم البواقي وحتى تبسة وبسكرة، تصبح مواكب العرس أكثر خطورة عندما تستعمل فيها فوهات بنادق الصيد من نوافذ السيارات التي يقود بعضها أطفال من دون جوازات سياقة. قاعات للإزعاج: وأغاني إلى الفجر مع نهاية زمن حظر التجول، أصبحت مختلف الأعراس تمتد إلى غاية خيوط الفجر الأولى، ولحد الآن لم يتم تطبيق قوانين الإزعاج من استعمال مكبرات الصوت داخل التجمعات السكانية والطبول والمزامير والراي إلى غاية الصباح، ناهيك عن استعمال البارود في تجمعات بها أطفال وشيوخ ومرضى وطلبة يتأهبون للامتحانات الجامعية الاستدراكية، وقد حاولت بعض العائلات الفرار نحو القاعات الخاصة التي بلغ سعر كراء بعضها 20 مليون سنتيم لليوم الواحد، وهي قاعات تمكنت من امتصاص برغم »ثمنها« الغالي الإزعاج، إضافة إلى أن مسيريها لا يتسامحون في استعمال البارود والممنوعات خوفا من تلف أثاث القاعة وحدوث مآسي تؤثر على صيت هاته القاعة أو تلك، كما أن القاعات مجهزة بأدوات تبريد ومكيّفات، مما يعني تجاوز إشكالية التسممات، لكن كل هذا غير مبرر لأسعار جعلت أصحاب هاته القاعات من المليارديرات الجدد، بعد أن أصبح الجزائريون يحتفلون بالأعراس خلال كل أيام الأسبوع وليس نهايته فقط ولجأ آخرون إلى الزواج خلال بقية الفصول مما يعني أن الربح مضمون طوال السنة أو على الأقل كل أيام شهري جويلية وأوت وبضعة أيام من شهري جوان وسبتمبر. انتحارات.. في عز »العرس« إذا كانت جرائم الشرف قد تبخرت في السنوات الأخيرة كما تبخرت معها حالات انتحار العريس أو العروس في ليلة الدخلة أمام مفاجأة فقدان العروس لعذريتها، إلا أن الحالة النفسية المتدهورة لبعض العرسان وتأكدهم من أن الزواج لن يكون حلا لمشاكلهم يجعل بعض النهايات أبشع صور المآسي، ففي منتصف أوت من العام الماضي بينما انتهت بلدية عين أزال بولاية سطيف من حفل زفاف شاب في سن ال 22 وجدت العريس في اليوم الموالي شانقا نفسه في بيته، المشكلة أن العريس الصغير اختار عروسه (دون سن ال 19) بنفسه ثم انتحر في اليوم الموالي. وفاجأ أب لأربعة أبناء بمدينة سعيدة أسرته الصغيرة بالانتحار شنقا وهذا في 12 أوت الحالي بينما كانت زوجته وأبناؤه الأربعة يرقصون ويمرحون في عرس أحد الأقارب. الأعراس هي أيضا فرص للصوص والمحتالين، حيث يجد السراق أمامهم ثروة حقيقية إذ ترتدي بعض النسوة ما قيمته 100 مليون سنتيم من الذهب والمجوهرات، وخطف أي حقيبة نسوية في أي عرس هي ثروة حقيقية للسارق، مؤسف أن يتورط الأهل في سرقات فيما بينهم، ومؤسف أكثر أن يعود ضيف من فرح وقد فقد أمواله أو هاتفه النقال أو مذياع سيارته، والفاعل.. من أقاربه!! عندما يعجز القانون منذ عام 1997، أصدرت الدولة الجزائرية قرارا صارما بمنع استعمال الأسلحة في الأعراس، وكان أفراد الشرطة والدفاع الذاتي قد ابتدعوا إطلاق النار في أعراس أصدقائهم وأهاليهم، وكثيرا ما أحدثوا الفزع والهلع في نفوس الناس، ومازال القانون الجزائري لا يرخص استعمال البارود ومكبرات الصوت في الأعراس، ولكنه لا يتدخل خاصة في غياب الشكاوى إذ يبتلع المنزعجون "الإزعاج " ولا يتجرؤون على تقديم شكاوى ودخول مجال قضائي مع صاحب العرس، ففي خنشلة مثلا برغم مقتل طفل في ششار ومقتل شيخ في بغاي في أوت 2005، إلا أن لا أحد تمكن من توقيف ظاهرة البارود التي تقام أمام أنظار مصالح الأمن.. البلديات التي تمنح تراخيص لاستعمال بعض الساحات في الأعراس تشترط عدم استعمال مكبرات الصوت والبارود وهي تعلم أن شرطها لا يحترم وأهل العرس يعلمون أن البلدية لن تتابعهم !! رأي الدكتور عبد الكريم رقيق: "الإسلام يقر الفرح.. لا القتل" أكد الدكتور عبد الكريم رقيق، مفتي قسنطينة وإمام جامع الأمير عبد القادر، ل "الشروق اليومي" بأن الاسلام يقر الفرح في حفلات الزواج، وكل مظاهر الفرح مقبولة شريطة أن لا تؤذي أحدا، ف"الكورتاج" الذي يغلق الطريق في وجه الناس وفي وجه السيارات التي تحمل مرضى وحوامل وأناس في طريقهم إلى العمل يكون قد أزعج الغير وحوّل الفرح إلى غم، كما أن الحفلات الصاخبة التي تتواصل إلى ما بعد الثانية صباحا تفرض السهر على أناس غير معنيين بالعرس، وأضاف الشيخ رقيق "يمكن استعمال الدف وتنويع الطعام.. لكن أن ينقلب العرس إلى مأتم فهذا ليس من الإسلام"، ويضيف "من غير المشروع إقامة حفلة كبيرة في مناسبات الختان". ويذكر الإمام حادثة قتل في حي بوالصوف بقسنطينة جعلت أهل العرس يدخلون في حداد.. ويخلص إلى الافتاء بعدم جواز استعمال البندقية والمسدس في الولائم لأن مساوئها أكثر من أفضالها.. وهي أقرب إلى إلقاء المسلم بنفسه إلى التهلكة. الختان الذي تحول إلى مجزرة لا أحد يمكنه أن ينسى المجزرة التي تعرض لها أطفال أبرياء دون سن الرابعة عندما حملهم أولياؤهم في ليلة القدر من رمضان 2005 ببلدة الخروب بولاية قسنطينة لختانهم، ففقد اثنان منهم رجولتهما ولم ينفع نقلهما إلى بلجيكا... فالختان الجماعي الذي أشرفت عليه البلدية وشارك فيه جراحون تحول إلى مجزرة... وأي مجزرة! لم يبق لنا من مواسم الفرح إلا الأعراس التي يحضّر لها بعض العائلات لعدة سنوات، وحرام أن تتحول هاته الأعراس إلى مآتم .. ومازلنا نحلم "بكلمة مبروك" من دون.. لكن! ناصر