أدى الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، أول أمس الخميس، اليمين الدستورية أمام البرلمان السوداني رئيسا منتخبا للسودان لولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات بحضور عدد من الرؤساء وممثلي الدول والأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا “الإيغاد” وتعهد الرئيس البشير، في نص القسم الرئاسي، بالالتزام بالدستور والدفاع عن سيادة البلاد والمحافظة على وحدتها. وأكد الرئيس السوداني على إثره فوزه التزامه بإجراء استفتاء تقرير المصير لسكان جنوب السودان في موعده العام المقبل واستكمال تحقيق السلام في إقليم دارفور غربي البلاد. وقال في كلمة ألقاها في المجلس الوطني (البرلمان) “نحن ملتزمون بما نص عليه اتفاق السلام بإجراء الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب فى الوقت المحدد”، وأضاف “نريد لإخوتنا في الجنوب الإدلاء بآرائهم دون إملاء أو تزوير من أحد وأؤكد أنه لا مجال لزعزعة أمن واستقرار الجنوب ونقبل عن رضا الاختيار الحر لأبناء الجنوب”، وأوضح “موقفنا هو الإيمان بالوحدة وأن نعمل لها بجد وصدق من خلال إكمال اتفاق السلام، وأن أشرف شخصيا على إكمال مشروعات التنمية ومشروعات الخدمات التي وعدت بها خلال الحملة الانتخابية في الجنوب”، مؤكدا “التزامه بإكمال مفاوضات الدوحة”. كما أكد الرئيس السوداني حرصه على تعزيز ودعم الحوار مع الدول الغربية لتنقية الأجواء وفتح صفحة جديدة من العلاقات تقوم على نبذ العنف والتسامح والمصالح المشتركة. ونقل عنه قوله “سأحرص على تعزيز وإدارة الحوار مع الغرب لتنقية الأجواء ليلتقي أبناء الإنسانية على كلمة سواء”. وتعهد بالمناسبة بأن تواصل بلاده جهودها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات وأن تسعى لإقامة نظام دولي عادل ومتسامح. وفاز الرئيس عمر البشير بعهدة جديدة في انتخابات شهر أفريل الماضي، وهي أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ نحو ربع القرن من الزمان، بحصوله على أكثر من 6 ملايين صوت أي ما يمثل 68 بالمائة من الأصوات فيما فاز نائبه الأول، سلفاكير ميارديت، برئاسة حكومة جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي. وقد حظي فوز الرئيس عمر البشير في الانتخابات بترحاب دولي واسع، كما استقطبت المشاركة الشعبية السلمية فيها اعترافا دوليا واسعا بقدرة السودانيين على اجتياز هذا الاستحقاق بقوة. وشكلت الأوضاع الإنسانية فى دارفور وجنوب السودان محور محادثات جمعت، أول أمس الخميس، وكيل وزارة الخارجية السودانية، مطرف صديق، مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جون هولمز، الذي يزور الخرطوم. وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن اللقاء تطرق إلى الأوضاع الإنسانية فى دارفور وجنوب السودان حيث أمن الطرفان بهذا الصدد على استقرار الأوضاع الإنساني فى إقليم دارفور. وجدد السيد صديق إلتزام الحكومة السودانية الكامل بتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول لكل المناطق في دارفور ومعاونتها بكافة المستلزمات لأداء مهامها على أفضل وجه. وأعرب الجانبان عن انزعاجهما لبعض الحوادث المعزولة التي تعرض لها بعض العاملين في الحقل الإنساني في دارفور، حيث أكد مطرف صديق التزام الحكومة السودانية بتوفير الحماية المطلوبة للبعثة الدولية والعاملين في الحقل الإنساني في دارفور. من جهته، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة عن رضائه إزاء إستقرار الأوضاع الإنسانية فى المنطقة مؤكدا أن الحكومة السودانية والأمم المتحدة والشركاء الآخرين سيمضون نحو إنفاذ كافة البرامج الإنسانية في دارفور وجنوب السودان بتنسيق وتعاون حتى تصل هذه البرامج إلى النجاح المطلوب.