أدى الرئيس السوداني عمر البشير اليمين الدستورية أمام الهيئة التشريعية القومية في مبنى المجلس الوطني رئيساَ للبلاد لفترة رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات. وحضر مراسم التنصيب زعماء سبع دول أفريقية هي إثيوبيا وإريتريا وتشاد وموريتانيا وجيبوتي وملاوي وأفريقيا الوسطى وممثلون رفيعو المستوى من دول أخرى، كما شارك دبلوماسيون من دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتعهد الرئيس البشير في نص القسم الرئاسي بالالتزام بالدستور والدفاع عن سيادة البلاد والمحافظة على وحدتها. وقال في خطاب أمام النواب ''أشعر بالعرفان لمن منحوني أصواتهم داخل الوطن وخارجه،'' لافتا إلى أن الرئاسة ''فادحة الثمن وبالغة المخاطر،'' مضيفا أنه يتمنى أن يتمكن من القيام بمهامها بالوجه الصحيح. كما أكد البشير التزامه بإجراء الاستفتاء في جنوب السودان في موعده المحدد، وفقا لاتفاق السلام الشامل، قائلا إنه ''لا عودة للحرب،'' أبدا، وأن البلاد ستمضي قدما في عملية التنمية والتطوير، كما أكد التزامه باستكمال تحقيق السلام في إقليم دارفور غربي البلاد. وجرت المراسم في المجلس الوطني ''البرلمان'' بعد انتخاب البشير قبل شهر بنسبة 68 في المئة من الأصوات، وشهدت الانتخابات مقاطعة من المعارضة ومزاعم بانتشار التزوير على نطاق واسع. واعتبر مراقبون أن الحضور الدولي والإقليمي لحفل التنصيب يأتي اعترافا بشرعية الانتخابات، من جهة، ودعما للرئيس البشير في مهمته خلال السنوات المقبلة، التي ستكون حاسمة في تاريخ البلاد. ومنذ الصباح كانت الخرطوم، محط وصول عدد من الوفود، إذ حضر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي على رأس وفد رفيع المستوى، كما وصل الرئيس التشادي إدريس دبي وكان في استقباله بمطار الخرطوم الرئيس البشير نفسه. وتجيء مشاركة الرئيس دبي في إشارة إلى تطور العلاقات بين البلدين التي شهدت مزيدا من التفاهم والرؤية المشتركة حيال جميع القضايا التي تهم البلدين. كما حضر المراسم الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز ورئيس افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه، إضافة إلى رئيس وزراء اثيوبيا ميليس زيناوي ونائب الرئيس الكيني. وجاءت مشاركة مصر بوفد ترأسه وزير الدفاع الفريق محمد حسين طنطاوي وعدد من المسؤولين من الدرجة الثانية، ولفت انتباه المراقبين غياب الرئيس حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، اللذين كان يفترض حضورهما. وقد فاز الرئيس عمر البشير بولاية جديدة في انتخابات شهر أفريل الماضي وهي أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ نحو ربع قرن من الزمان بحصوله على أكثر من 6 ملايين صوت أي ما يمثل 68 بالمئة من الأصوات، فيما فاز نائبه الأول سلفاكير ميارديت برئاسة حكومة جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي. وتولى البشير منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، بعد انقلاب عسكري في جويلية 1989 إلى 16 أكتوبر,1993 وانتخب رئيساً لجمهورية السودان، وصار يجمع بين رئاسة الدولة ومنصب رئيس الوزراء.