أفاد أستاذ الأمراض العقلية، الدكتور زيري، مدير عام المركز الاستشفائي الجامعي لتيزي وزو، أمس الاثنين، أن نجاح علاج المدمن على تعاطي المخدرات "يتوقف على مدى تقبله الطوعي للعلاج لمدة متتابعة تصل إلى ثلاثة أسابيع دون انقطاع" وأوضح الدكتور زيري أن الانتحار أو محاولات الانتحار الفاشلة التي يقدم عليها بعض الأفراد، خاصة الشباب من الجنسين "تنم في الواقع عن إصابتهم بمرض عقلي قيد التطور"، وهو الناتج في الكثير من الأحيان - يقول - عن حالات الإدمان على المخدرات بمختلف أصنافها، غالية الثمن منها والرخيصة، وهو الانشغال الذي أصبح يستدعي إنشاء وحدات علاجية متخصصة بمكافحة الإدمان والمرض العقلي لدى فئة المراهقين، خصوصا للتكفل بهم بشكل مبكر. وأكد نفس الأخصائي، المشرف على مصلحة الطب العقلي لسنوات خلت على مستوى المؤسسة الإستشفائية الجهوية المتخصصة "فرنان حنفي"، أن المدمن على المخدرات التي توفر له "لحظة من السعادة المزيفة ينجر عن تعاطيها لدرجة الارتباط اللاصق بها عواقب سلبية أكيدة على صحته وماله، إلى جانب تغيبه الوارد عن عمله، مع تدهور علاقته الزوجية بسبب ضعف قدراته الجنسية، وكذا في تواصله مع محيطه العائلي والاجتماعي ككل. وبالتالي فإن المدمن على آفة المخدرات قادر على ارتكاب أخطر الجرائم في حالة عوزه لها نظرا لفقدانه لوعيه وتبلد أحاسيسه خلال هذه الظروف التي قد يشهدها". وأرجع الدكتور زيري تنامي ظاهرة الإدمان على المخدرات محليا ووطنيا لدى فئتي الشباب والكهول لسلسلة طويلة من الأسباب منها البطالة وأزمة السكن والإخفاقات العاطفية والجنسية والمشاكل الزوجية والعائلية. كما تتنامى ظاهرة الإدمان على المخدرات نتيجة ضعف التحصيل العلمي والمهني والضغوط المهنية، وكذا ضعف الشخصية وأصدقاء السوء والعزلة الاجتماعية، مستدلا في هذا الشأن بواقعة وقوفه شخصيا على عائلات المرضى المدمنين على المخدرات التي تتشكل أصلا من 30 و40 عنصرا تتقاسم جميعها ل"مسكن" لا تتعدى مساحته الكلية 10 أمتار مربعة.