“الولي”..من أسماء الله الحسنى. أي الذي يتولى أمر خلقه وعباده المخلصين بإحسانه قال تعالي:”وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ” (الجاثية: 19). و”الولي” من العباد..من يحب الله وينصره. وينصر أولياءه ويعادي أعداءه. ومن أعداء الله تعالى النفس والشيطان. فمن خذلهما ونصر دين الله ووالى أولياءه فهو الولي من العباد. ويقول جل وعلا لحبيبه -صلى الله عليه وسلم-:”فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا”(النجم: 29). والله هو “الولي” الذي يتوكل عليه المؤمنون والذين يعيشون في أنوار هدايته. بينما الكافر يترنّح في ظلمات الجهل ويعاني صراعات النفس. ويعيش معيشة ضنكة. قال تعالي: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ”(محمد:11). والله هو “الولي” الذي يتعهد المسلم بولايته وحمايته وتدبير شئونه ونصره على أهواء نفسه وعلى أعدائه، وليس من الصعب على المسلم أن يصبح من أولياء الله. قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:”إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء. تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانتهم من الله”. قيل يا رسول الله. خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم؟ قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-:”هم قوم تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم. ولا أموال يتعاملون بها. فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على منابر من نور. لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم تلا:” ألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”(يونس: 62). والله هو “الولي” الذي يؤيد أولياءه بنصره ويؤيدهم بالملائكة والحفظة الذين يحفظونه من كل شيء فلا يصل إليهم سوء بشرط أن يستقيم هؤلاء الأولياء على المنهج الصحيح.