يوم واحد يفصل حوالي نصف مليون مترشح عن امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2010، وسط أجواء غير عادية، تنبئ بحدوث فوضى داخل مراكز الامتحان حسب نقابات القطاع التي أثارت تخوفا شديدا من قرار تقليص عدد الحراس بحوالي 1000 حارس مقارنة بالسنة الماضية، مقابل ارتفاع عدد المترشحين بأزيد من 54 ألف، و”حشرهم” بوضع 25 تلميذا في كل قسم، ليفتح بذلك المجال للغش والمساس بمصداقية بكالوريا 2010 في ظل تقليص حتى عدد المراكز. نفسية المترشحين تحددها مقابلة الخضر ضد الإمارات عشية الامتحان المصيري أثارت تنظيمات نقابية تنشط في قطاع التربية، السلبيات التي سادت التحضيرات الخاصة لامتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2010، عشية إعطاء إشارة الانطلاقة من طرف الوزير أبوبكر بن بوزيد، خلال إشرافه على انطلاق الامتحانات بمراكز في العاصمة، وانتقدت بشدة رفض الوزارة الوصية التراجع عن بعض القرارات التي ستأتي بنتائج وخيمة قد تمس بمصداقية هذا الامتحان المصيري، في إشارة إلى صمتها تجاه القرار الذي اتخذته بخصوص وضع 25 مترشحا في كل قاعة امتحان بدل 20 مثلما كان معمولا به سابقا. وقال في هذا الخصوص، المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، بوديبة مسعود، في تصريح ل”الفجر” إن ”صمت وزارة التربية على تحذيراتنا بخصوص هذا الإجراء الخطير، سيمس بمصداقية بكالوريا 2010”، مؤكدا أن رفع عدد المترشحين في القسم الواحد، وأمام قلة الحراس الذين تم تقليص عددهم ب978 حارس مقارنة بالعام المنصرم، سيفسح المجال بقوة للغش، متخوفا من الأجواء التي سيسببها هذا الإجراء، الذي سيذهب ضحيته التلاميذ النجباء الذين حضروا جيدا لخوض امتحان البكالوريا، بفعل التشويش على تركيزهم، ما سيبعث الشك حسبه في نزاهة هذا الامتحان. من جانبه، اعتبر رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، أن وزارة التربية لم تكن على صواب باعتمادها 25 مترشحا في كل قسم، موضحا أن التجربة برهنت فشلها مع امتحان شهادة التعليم المتوسط، الذي انتهي يوم الخميس الماضي، حيث واجه، حسبه، رؤساء المراكز صعوبة في تسيير ذلك، بعد محاولات الغش العديدة التي صدرت عن المرشحين، مستغلين صغر حجم الأقسام والضغط الذي تسببه الطاولات لتمرير إجاباتهم فيما بينهم. وقال بوجناح ”إن الكارثة ستكون أكبر مع مترشحي شهادة البكالوريا”، متوقعا بلوغ حالات الغش ذروتها، مقارنة بالسنة الماضية، مع العلم أن عدد الحراس كان آنذاك 85 ألف و679 حارس، مجندين لتأطير 443 ألف و353 مترشح، بينما هذه السنة جند فقط 84 ألف و701 حارس، أمام ارتفاع عدد المترشحين الذين زادوا مقارنة بدورة جوان 2009 ب54 ألف و813 مترشح، كما تم تقليص عدد مراكز الإمتحانات أيضا، تبعا لمقارنة الأرقام التي قدمتها وزارة التربية الوطنية لوسائل الإعلام، ما فتح المجال أمام الشكوك في قصد الوصاية من وراء اتخاذ مثل هذه الإجراءات لمنح فرصة النجاح لأغلبية الممتحنين، لما ميز العام الدراسي من اضطرابات وما سجل خلاله من نتائج سلبية على استيعاب المتمدرسين لدروسهم. وفي شق آخر تتوقف عقارب ساعة المراجعة عند انطلاق المقابلة الودية التي تحدد اللياقة البدنية للمنتخب الجزائري المقبل على تصفيات كأس العالم، بعد لقائه مساء اليوم لمنتخب الإمارات العربية، حيث ستلعب النتيجة التي سيحرزها الخضر دورا هاما في نفسية المترشحين الذي يتابعون بقوة مباريات كرة القدم، الأمر الذي استدعى تقديم دورة البكالوريا لهذه السنة حتى يتسنى لهم متابعة المنتخب الوطني في مباريات نهائيات كأس العالم.