أكدت رئيسة جمعية "أفاد" السيدة منيرة حداد، التي زارت مدينة روما بإيطاليا، بدعوة من الجمعية الدولية "سيماد"، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء السياسي، المتمركزين خاصة بجنوب إيطاليا، أن الحراڤة الجزائريين، الموقوفين حاليا بمختلف مراكز الحجز والعبور الإيطالية، يعانون ظروفا قاسية، ناجمة عن غياب أدنى شروط الحياة بهده المراكز، والأخطر من هذا أن العديد منهم يتعرضون للضرب والإهانة، على أيدي قوات الشرطة والجيش الإيطالية، المكلفة بحراسة هذه المراكز، التي أصبحت تدار مثل المحتشدات أيام الحرب العالمية الثانية. وأوضحت السيدة حداد أن سوء معاملة الحراڤة الجزائريين بلغ أقصى درجات القسوة والإهانة للكرامة الإنسانية، حيث أشارت إلى إقدام قوات خاصة من البحرية الايطالية، التابعة لفيلق "سان مارنو" بجنوب إيطاليا، على الاعتداء بالضرب العنيف على اثنين من الشبان الحراڤة الجزائريين، دون مبررات مقنعة. وأكدت رئيسة الجمعية أن الحادثة وقعت بعدما ألقت مصالح حرس السواحل القبض على شاب حراڤ جزائري، قدم إلى جزيرة سردينيا سرا، وتم إيداعه مركز الحجز المؤقت، إلا أنه أصيب بحالة من الإحباط والانهيار النفسي، بسبب ظروف الحجز القاسية. وللفت انتباه القائمين على المركز، قام أحد الشبان، في حالة انهيار نفسي، بجرح نفسه في مختلف أنحاء جسمه بواسطة سكين، الأمر الذي أحدث فوضى عارمة بقاعة الحجز، من طرف المهاجرين الآخرين، الذين شرعوا في الصراخ لمناداة حراس المركز، والقرع على الأبواب الحديدية، بسبب غياب أي هاتف أو وسيلة اتصال، بغرض دفعهم لإنقاذ الشاب وإسعافه، إلا أن قوات خاصة من البحرية الإيطالية اقتحمت القاعة وقامت بجر الشاب الحراڤ وأحد زملائه، الذي كان مريضا إلى الخارج، ونقلتهما إلى عيادة المركز حيث انهالت عليهما عناصر الجيش بالضرب العنيف دون أية مبررات لهذا السلوك اللاّ إنساني. وأوضحت السيدة حداد، من جهة أخرى، أنها زارت إيطاليا، في إطار مهمة إنسانية لزيارة مراكز الحجز للحراقة والاطلاع على ظروف سجنهم وكذا لتقصي الحقيقة حول ملابسات اختفاء شاب حراڤ جزائري، مند أشهر، بعد أن تم نقله من مركز الحجز بمدينة باري، بجنوب إيطاليا رفقة مجموعة أخرى من الحراقة الجزائريين إلى مركز "بونت غاليريا"، وهو يعاني من مرض القلب المزمن، حيث اختفى في ظروف غامضة، ولم يتمكّن رفاقه الذين نقلوا معه من معرفة ما جرى له، بعد أن تعرّض للضرب العنيف من طرف عناصر من الشرطة الإيطالية، بعيادة المركز بدون سبب لأنه أصر على جلب دوائه معه أثناء عملية نقله وتحويله إلى مركز "بونت غاليريا"، على متن سيارة إسعاف ليختفي إثرها دون أن تظهر عنه أية معلومات. وأكدت السيدة منيرة حداد أن جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان المهتمة بمصير هذا الشاب الحراڤ راسلت، مند شهر أوت الماضي، السيد " فرانسيسكو ليون " السكرتير الأول للسفارة الإيطالية بالجزائر، إلا أنه لم يجب على أية مراسلة مند تاريخ 11 أوت الماضي.