كشفت شهادات "حراف" جزائري، يدعى نور الدين، المعاناة التي يكابدها هو مهاجرون آخرون من العرب في مركز احتجاز المهاجرين سرا بمدينة "تورينو" شمال غرب إيطاليا، لا سيما سوء المعاملة، وظروف الاحتجاز السيئة، ورداءة نوعية الأكل المقدم لهم••• وهي إفادات تفند تصريحات السلطات الإيطالية بأنها توفر ظروفا إنسانية مناسبة للمهاجرين الموقوفين بمختلف مراكز الحجز والتجميع، في انتظار تسوية وضعياتهم أو ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية• نقلت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية أمس، شهادات مهاجر جزائري محتجز بأحد مراكز تجميع المهاجرين السريين بمدينة "طورينو" بإيطاليا، منذ أكثر من 50 يوما وسط ظروف إنسانية جد صعبة• وأشارت الصحيفة إلى أن الجزائري اسمه نورالدين، وأكدت على أنه المهاجر الذي قضى أطول مدة في الحجز بالمركز، رفقة العشرات من المهاجرين، خاصة من المغرب وتونس، الذين تم تحويلهم إلى طورينو من مراكز بمحافظات مجاورة بعد أن قضوا فيها فترات طويلة• وقال نورالدين بشأن قانون الحكومة الجديد القاضي بطرد المهاجرين السريين إنه "قانون غير عادل• إننا نعاني• لقد تركت زوجتي تبكي، يجب مساعدتنا، وغير هذا فنحن مستعدون للموت"• ويضيف "هناك أزمة اقتصادية حتى في إيطاليا، فما بالكم بالوضع في بلداننا• لقد عانينا الكثير في الحجز، دائما جزر، جزر، لسنا أرانب حتى نعامل هذه المعاملة•• نريد الخروج من هنا على غرار النساء اللواتي أخلي سبيلهن•• هناك من قضى أكثر من ستة أشهر في الحجز• إنه ليس حجزا، إنه اعتقال، لقد أصبحنا مرادفين للأقفاص"• وتأتي هذه الاعترافات لتؤكد مرة أخرى المعاناة الكبيرة للمهاجرين السريين في إيطاليا، خاصة منذ تولي حكومة برلسكوني مقاليد السلطة العام الماضي، وانتهاجها سياسة معادية للمهاجرين، أثارت الكثير من الانتقادات من طرف الجمعيات والطبقة السياسية في إيطاليا، وحتى من الفاتيكان، حيث أضحت احتجاجات المهاجرين حدثا مألوفا ويقع تقريبا كل أسبوع، خلف آخرها احتراق مركز تجميع و طرد المهاجرين غير الشرعيين بجزيرة "لامبيدوزا" الأربعاء الماضي، الذي خلف أكثر من 60 جريحا، وتم إثر ذلك إخلاء المركز بالكامل وتوزيع نزلائه، الذين يشكل التونسيون غالبيتهم، على باقي المراكز في سردينيا وصقلية وشمال إيطاليا، على أن يشرع في ترحيلهم خلال الأسابيع المقبلة•