لا يزال مواطنو بلدية توسمولين، التابعة إداريا لولاية البيض، والتي تبعد عن مدينة المشرية ب 60 كلم، يعانون في العزلة والتهميش بعد أن أصبحت أعين المسؤولين بعيدة عنها، إذ أصبح الفقر والحرمان فيها من أبرز السمات المصاحبة ليوميات السكان، من انعدام الغاز الطبيعي الذي أثقل كاهلهم وحوّل حياتهم إلى جحيم سكان بلدية توسمولين في حديثهم ل”الفجر”، أكدوا أن مشكل انعدام غاز المدينة يعود لأمد بعيد، إذ طالبوا من السلطات المعنية تزويدهم بغاز المدينة من أجل وضع حد لمعاناتهم اليومية المتواصلة، حيث إنهم يستعينون بقارورة غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات الأساسية رغم غلائها في السوق نتيجة للمضاربة، حيث تباع بأكثر من 220 دينار. وأضاف محدثونا أنهم يعانون من نقص تام في وسائل النقل، حيث يلجأ السكان لكراء السيارات ب 1000 دينار من أجل التنقل إلى مدينة المشرية، والأدهى من ذلك أن الأساتذة الذين يعملون بالمؤسسات التربوية بالبلدية يجبرون على التغيب بسبب أزمة النقل، مما أثر كثيرا على التحصيل العلمي للتلاميذ. وفي السياق ذاته، فإن البلدية التي يبلغ تعداد سكانها حوالي خمسة آلاف نسمة، لا تتوفر على ثانوية، كما أن الطرق المؤدية لها لم تكتمل بعد، وهو ما لمسناه بالطريق الرابط بينها وبين مدينة بوقطب والطريق المؤدي إلى ولاية البيض الذي لم ينجز بعد، أما عن الطرقات داخل البلدية والأرصفة فهي غائبة تماما، مما يصعّب عليهم التنقل أثناء تساقط الأمطار. خدمات منعدمة وشباب في مواجهة مصير مبني للمجهول أما عن الخدمات، فيذكر بعض المواطنون أنه لا وجود للمقاهي وحتى خدمات الهاتف ناقصة، بحيث تحتوي البلدية على محل واحد لخدمات الهاتف ناهيك عن عدم وجود حتى الحمام، بالإضافة إلى الغياب الكلي للمرافق والهياكل الشبابية الترفيهية المجهزة التي من شأنها استقطاب المواهب، في حين أصبح هذا النقص يؤثر عليهم وينغص عليهم حياتهم فينعكس على يومياتهم خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة التي تلقي بظلالها عليهم وأنها أضحت تنتشر وبشكل غير عادي، خاصة في أواسط الشباب، هذا المشكل الذي ينعكس سلبا على معنوياتهم ويخلف من ورائه نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع، وبالتالي يتأزم الوضع، فالغياب الكلي لفرص العمل جعل بعض الشباب يتوجه إلى الولايات المجاورة من أجل البحث عن لقمة العيش والبعض الآخر يقضي يومياته في التجول في الطرقات الأمر الذي جعلها بيئة خصبة لانتشار وترويج كل الآفات الاجتماعية كالمخدرات والخمور لاسيما أن شباب المنطقة لم يجد وسيلة للحصول على قوت يومه سوى العمل بالفلاحة خاصة في موسم الصيف. من جهة أخرى، يعاني شباب البلدية من بطالة متزايدة أمام الإقصاء التام لكل مشاريع الشباب سوى التوزيع لمناصب تشغيل الشباب وقلة عقود الإدماج المهني. وحسب حديثهم، فإن بلديتهم المعزولة عن عالم الشغل ما عدا الاعتماد على عرض بعض الخضر والفواكه وبعض السلع المحدودة أيام السوق الأسبوعية للمواشي والتي لا تليق كمصدر رزق، أما المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدث ولا حرج، حيث تخلو من دار الشباب ومراكز للترفيه الذي يعتبر من الضروريات في حياتهم فحالة العزلة والتهميش التي تسود تسبب قلقا ومللا في نفوسهم جعلهم يناشدون السلطات المحلية بذل مجهود من أجل تلبية حاجاتهم وإخراجهم من هذه الدوامة. وحسب شهادة الكثير من السكان، فإن القرية تشكو من نقص الخدمات الصحية بالمستوصف بحيث لا يوجد طبيب بالبلدية إلا ممرض واحد. ويضيف محدثونا أن العديد من الحالات المرضية الناجمة عن لسعات العقارب لقيت حتفها قبل الوصول إلى المستشفيات المجاورة، كما أجبرت بعض الحوامل على وضع حملهن في الطريق لغياب الإمكانيات الطبية.