يلعب المنتخب الوطني الجزائري، ظهيرة اليوم، سابع مباراة له في المونديال، حيث تعدّ هذه المشاركة الثالثة إذ سبقتها مشاركة أولى بمونديال إسبانيا 1982 وأخرى بمكسيكو 1986. وفي كلا الدورتين اكتفى منتخبنا بالدور الأول، لكنه ترك انطباعات يمكن وصفها بالجيدة وهنا يكفي أن نذكر الفوز الباهر على ألمانيا، المؤامرة الشنيعة بين أبناء العم الجرمان والنمساويين ثم مباراة الوقوف الند للند أمام السحرة وذكريات نحاول إعادتكم إليها. مونديال إسبانيا 1982 21 جوان 1982 الجزائر 0 النمسا 2 ملعب تارتيري بأوفيديو، زهاء 23 ألف متفرج الحكم: بوسكوفيتش (أستراليا) الأهداف: شاشنار (د55)، كرانكل (د67) التشكيلتان: الجزائر: سرباح، مرزقان، منصوري، قريشي، ڤندوز، فرڤاني، ماجر، دحلب (تلمساني د 76)، زيدان، بلومي (بن ساولة د64)، عصاد المدربان: خالف ومخلوفي النمسا: كونسيليا، كريس، أوبورماير، دي جورجي، بيزي، هيتنبارغ، شاشنار، بروهاسكا، كرانكل، هينترماير، بومستير. المدرب: شميديت فوز الجزائر على ألمانيا جعل الجزائريين فوق السحاب، وعكس المواجهة الأولى غاب التركيز تماما عن المواجهة الثانية ضد النمسا رغم أن الطاقم الفني استهل المباراة بنفس التشكيلة التي قهرت ألمانيا منذ 5 أيام فقط، فيما كان الحذر شديدا من جانب النمسا التي تركت المبادرة ل"الخضر" في الشوط الأول قبل أن تحسم الأمور مطلع الشوط الثاني بهدف من شاشنار في الدقيقة ال55 ثم كرانكل في الدقيقة ال 67 يطلق رصاصة الرحمة على الجزائريين الذين دفعوا ثمن عدم جديتهم واعتقادهم أن الفوز على أصعب منتخب في مجموعتهم يعني سهولة المواجهتين المتبقيتين. لكن لا شيء مضمون مع كرة القدم. 16 جوان 1982 الجزائر 2 ألمانياالغربية 1 ملعب مولينون بخيخون، زهاء 20 ألف متفرج الحكم: لابو (البيرو) الأهداف: ماجر (د53) بلومي (د69) للجزائر رومينيغي (د68) لألمانياالغربية التشكيتان: الجزائر: سرباح، مرزقان، منصوري، قريشي، ڤندوز، فرڤاني، ماجر (لارباس د 88)، دحلب، زيدان (بن ساولة د 64)، بلومي، عصاد. المدربان: خالف ومخلوفي ألمانياالغربية : شوماخر، كالتز، بريغل، فوستر، ستيليك، ماغات (فيشر د83)، ليتبارسكي، برايتنر، دريملر، رومينيغي، روباش. المدرب: درفال لم تكن المعطيات متكافئة تماما في مباراة بطل أوربا المنتخب الألماني المدجج بأرمادة النجوم ومنتخب الجزائر الشاب الذي يفتقر للخبرة، حيث لم يشارك سوى في كأسين إفريقيتين 1980 و1982 وبتشكيلة أغلبها من الهواة. لكن سحر المونديال جعل الجزائر تلعب مواجهة العمر، ولهذا فالتركيز كان كبيرا وعاليا جدا، عكس المنتخب الألماني الذي اعتبر مشاركة "الخضر" حلقة جديدة من مسلسل الإخفاق الإفريقي ووصل الأمر ببعض النجوم إهداء الأهداف لنسائهم وحتى لكلابهم قبل أن يصطدموا بمنتخب قوي عرف كيف يقف الند للند خلال الشوط الأول بفضل قوة المحور الدفاعي المتكون من الثنائي ڤندوز وقريشي وخلفهما حارس لا يشق له غبار اسمه مهدي سرباح. ولم يكتف "الخضر" بالدفاع بل أبهروا العالم بتمريراتهم القصيرة والمتتالية والتي بها أنهوا الشوط الأول بالتعادل. في المرحلة الثانية ازدادت ثقة الجزائريين بأنفسهم أكثر وبعد 8 دقائق لا أكثر وإثر هجمة منسقة يتمكّن جمال زيدان من وضع بلومي وجها لوجه مع شوماخر، لكن هذا الأخير ارتطمت به الكرة، لتصل للشاب ماجر الذي رفعها بكل ثقة وروعة فوق رأسي بريغل وماغات ليفتتح باب التسجيل وسط دهشة كل العالم. هذا الهدف أيقظ الألمان من سباتهم وحاولوا جاهدين تعديل النتيجة وهو ما كان لهم في الدقيقة ال 68 عن طريق قائدهم رومينيغي لتشهد بطولة كأس العالم بعدها أقوى رد فعل، حيث تمكّن أشبال خالف ومخلوفي من تسجيل الهدف الثاني مباشرة بعد 13 تمريرة متتالية انتهت بهربة من عصاد وهدف من بلومي الذي سجل أغلى هدف في تاريخ الكرة الجزائرية بدليل الاستماتة الكبيرة للجزائريين بعدها، خاصة مع براعة سرباح الذي لم يتمكّن لا ليتبارسكي ولا روباش النيل منه وأكثر من ذلك فقد استعرض مرزقان فنياته وقام بهجمتين كاد خلالها أن يضع الملح فوق جرح الجرمان لتنتهي المواجهة بفوز جزائري مستحق بشهادة كل العالم ويخرج الجزائريون لإقامة احتفالات صاخبة في الشارع وهو ما كان أيضا في عدة مدن عربية. 24 جوان 1982 الجزائر 3 الشيلي 2 ملعب تارتيري بأوفيديو، زهاء 22 ألف متفرج الحكم: مينديز (غواتيمالا) الأهداف: عصاد (د7 + د31)، بن ساولة (د35) للجزائر نيارا (د59 ض.ج)، ليتيلير (د73) للشيلي التشكيلتان: الجزائر: سرباح، مرزقان، لارباس، قريشي، ڤندوز، منصوري (دحلب د73)، بوربو (ياحي د31)، فرڤاني، بن ساولة، عصاد، ماجر. المدربان: خالف ومخلوفي الشيلي: أوسبان، جيلندو، فاينزيلا، فيغورا، بغورا، ديبو، بونفالت (سوتو د37)، نيارا، وانز، كاسزلي (ليتيلير د46)، موسكوزو. المدرب: سانتي بانيز لم يكن أمام المنتخب الجزائري أي خيار سوى الفوز على منتخب الشيلي الذي كان أول المقصيين بعد خسارته من النمسا ثم ألمانيا، وهو ما يعني أن المهمة كانت في المتناول. وما أن حلت الدقيقة السابعة حتى كان لعصاد موعدا مع هزّ الشباك وسارت الأمور بطريقة أروع حين تمكّن نفس اللاعب من مضاعفة النتيجة في الدقيقة ال31. بعدها بأربع دقائق، أضاف بن ساولة هدفا ثالثا ومرة أخرى يقع المنتخب الجزائري في فخ السهولة، فبعد أن تفنّنوا في إضاعة الفرص انقلبت الأحوال في الشوط الثاني بانتفاضة منتخب الشيلي الذي استفاد من ضربة جزاء في الدقيقة ال 59 وهي التي أربكت المنتخب الجزائري، مما سمح للشيلي بتقليص النتيجة ليفوز "الخضر" بنتيجة 3 2 مما يعني أنهم سجلوا 5 أهداف وتلقوا مثلها وكان عليهم انتظار المباراة الأخيرة بين ألمانيا والنمسا في اليوم الموالي والتي لم تكن مباراة كروية بل كانت مسرحية بين الجارتين انتهت بصعودهما سويا بعد أن امتلكا رفقة الجزائر نفس الرصيد من النقاط وكان الحسم في فارق الأهداف، وبما أن الجزائر سجلت وتلقت 5 بينما ألمانيا سجلت 6 وتلقت 3 مما يعني أنها (+3) والنمسا سجلت 3 وتلقت 1 فيعني (+2) فالجزائر لم تتأهل لكن من يومها تقرّر إجراء كل مواجهات الجولة الأخيرة في أي بطولة تلعب في شكل مجموعة في توقيت واحد لتفادي تكرار المؤامرة الشنيعة التي حبك خيوطها الجرمان مع النمساويين ضد الجزائر. مونديال المكسيك 1986 كانت الجزائر في مونديال 1986 أحد المنتخبات القليلة التي وصلت للمونديال دون خسارة، كما أنها كانت وقتها أول منتخب آفرو- عربي يصل للمونديال مرتين متتاليتين. لكن المنتخب الجزائري عرف مشاكل لا حصر لها خلال التحضيرات أو ما عرف بصراع الهواة مع المحترفين، كما أن الجزائر سجلت أسوأ مشاركة لها في "كان 1986" بمصر ولهذا فقد كان التخوف كبيرا من مونديال المكسيك التي استهله "الخضر" بملاقاة إيرلندا الشمالية التي تمكّن مدللها وايت سايد في الدقيقة ال 5 من مخادعة الحارس العربي الهادي بمخالفة من حدود منطقة العمليات. هذا الهدف أسال العرق البارد لأشبال سعدان الذين حاولوا تنظيم الصفوف، لكن مشاكلهم ازدادت مع تعرض ماجر لإصابة أرغمته على مغادرة الملعب في النصف ساعة الأول وكان لزاما على "الخضر" انتظار الشوط الثاني والحصول على مخالفة شبيهة بالتي أحرزت منها إيرلندا هدفها وجمال زيدان بقذفة مدفعية يعدل النتيجة بكل روعة وكان بالإمكان إضافة هدف ثاني لولا عدم فاعلية حركوك لتنتهي المواجهة بالتعادل. 3 جوان 1986 الجزائر 1 إيرلندا الشمالية 1 ملعب 3 مارس بغوادا لاخارا، زهاء 22 ألف متفرج الحكم: بيتنكو (الاتحاد السوفياتي) الأهداف: وايت سايد (د5) لايرلندا الشمالية زيدان (د58) للجزائر التشكيلتان: الجزائر: العربي، مجادي، قريشي، ڤندوز، منصوري، قاسي السعيد، بن مبروك، ماروك، ماجر (حركوك د33)، زيدان (بلومي د71)، عصاد المدرب: سعدان إيرلندا الشمالية: جينينغس، نيكول، اورنيل، ماكدونالد، دوناغي، باني (ستيوارت د89)، ماك لروي، ماك كيري، وردينغتون، هاميلتون، وايت سايد (كلارك د62) المدرب: بينغام