أوقعت قرعة تصفيات أمم إفريقيا 2012 التي ستحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية والتي جرت في مدينة “لومومباشي” الكونغولية على هامش أشغال المكتب التنفيذي ل “الكاف” منتخبنا الوطني في المجموعة الرابعة بجانب منتخبات المغرب، تانزانيا وإفريقيا الوسطى.. وهي مجموعة تبدو من الوهلة الأولى في متناول رفقاء عنتر يحيى على الورق، فالمنتخب المغربي الشقيق يعرف أزمة غير مسبوقة، ومستواه تراجع كثيرا خلال السنوات الأخيرة بدليل غيابه عن المشاركة في دورة “الكان” الأخيرة بأنغولا، في حين أنّ لا المستوى ولا الإمكانات ولا حتى التاريخ يجعل من منتخب تانزانيا وبالخصوص إفريقيا الوسطى ندّين للخضر، لكن التجارب علمتنا توخي الحذر والحيطة لإبعاد عامل المفاجأة في التصفيات التي ستنطلق شهر سبتمبر المقبل مع أول مواجهة أمام المنتخب التانزاني بملعب 5 جويلية، مع الإشارة الى أن التأهل لمنتخب واحد عن كل مجموعة بالإضافة لأفضل ثلاثة منتخبات تحتل المرتبة الثانية عن المنتخبات الأحد عشر المشاركة. “الخضر” يفوقون منافسيهم وترتيب “الفيفا” أكبر دليل وسيدخل منتخبنا الوطني في ثوب المرشح الأول للتأهل عن المجموعة الرابعة وهذا بعد الطفرة الكبيرة التي عرفها منتخبنا مع التأهل لكأس العالم ووصوله للمربع الذهبي من دورة أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وهو الأمر الذي جعله يحتل المرتبة 31 في تنصيف الفيفا الأخير في حين أقوى منافسيه المنتخب المغربي لم يتمكن حتى من التأهل لنهائيات أمم إفريقيا ويحتل حاليا المرتبة 65 في تصنيف الفيفا، في حين المنتخب التانزاني لم يتأهل سوى في مناسبة واحدة لنهائيات “الكان” وكان ذلك قبل 30 سنة من الآن ويحتل حاليا المرتبة 108 في تصنيف الفيفا الأخير، في حين سيقتصر دور منتخب إفريقيا الوسطى في هذه التصفيات على تحسين فارق الأهداف بالنسبة للمنتخبات الثلاثة بسبب تواضع مستوى هذا المنتخب الذي يكفي أن نذكر بأنه يحتل المرتبة 200 في تصنيف الفيفا الأخير للدلالة على تواضع منتخب هذا البلد الإفريقي المغيب تماما في جميع نواحي الحياة وفي مقدمتها الرياضة، وتجدر الإشارة الى أن الكاف اعتمدت على تصنيف الفيفا الأخير ونتائج المنتخبات الإفريقية الأخيرة في دورة أنغولا قصد تحديد رؤوس الفئات قبل عملية القرعة وجاءت الجزائر مع المجموعة الأولى على عكس ما كان الحال في قرعة التصفيات المزدوجة الأخيرة. البداية أمام تانزانيا والأخيرة أمام إفريقيا الوسطى وسيستهل منتخبنا الوطني تصفيات كأس إفريقيا 2012 في الغابون وغينيا الإستوائية بمواجهة تانزانيا بملعب 5 جويلية ما بين الثالث والخامس سبتمبر 2010 المقبل، وهذا قبل التوجه إلى بانغي عاصمة إفريقيا الوسطى لمواجهة منتخب هذا البلد، المباراة الثالثة ستكون أمام المنتخب المغربي بملعب 5 جويلية ما بين 25 و27 مارس 2011، بعدها سيقوم الخضر بخرجتين الأولى إلى المغرب ما بين 3 و5 جوان والثانية إلى دار السلام لمواجهة تانزانيا ما بين 2 و4 سبتمبر، على أن ينهي منتخبنا مشوار التصفيات ما بين السابع والتاسع سبتمبر 2011 بمواجهة منتخب إفريقيا الوسطى. التأهل سيكون من أجل دورتي 2012 و2013 وتكتسي تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة أهمية بالغة، حيث من المفروض أن تفوز المنتخبات 14 المتأهلة عن المجموعات الإحدى عشرة بتأشيرتين الأولى إلى دورة الغابون 2012 ودورة ليبيا 2013، فحتى إذا كانت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم لم تعلن بشكل رسمي عن الصيغة التي ستختار من خلالها المنتخبات المشاركة في أمم إفريقيا 2013 في ليبيا إلا أن قصر الوقت سيجبرها وبشكل شبه مؤكد على جعل التصفيات المقبلة مؤهلة إلى الدورتين المقبلتين معا مع بعض التعديلات فيما يخص البلدان المضيفة، حيث قد تأخذ ليبيا مثلا مكانة غينيا الإستوائية، ومن هذا يمكن القول أن أي منتخب قد يضيّع التصفيات المقبلة سيكون مهدّدا بالغياب عن الدورتين المقبلتين معا. معطيات القوى تغيّرت بين الجزائر والمغرب وأسود الأطلس من دون مدرب وسيكون المنتخب المغربي أقوى المنافسين للجزائر على التأشيرة المؤهلة عن المجموعة الرابعة وستكون مباريات التصفيات المقبلة فرصة لتجدّد الداربي المغاربي بعد غياب دام ست سنوات حيث تعود آخر مواجهة رسمية بين المنتخبين في نهائيات أمم إفريقيا خلال دورة تونس 2004 ومباراة الدور الربع نهائي التي عاد فيها الفوز لأسود الأطلس بثلاثة أهداف لهدف واحد، وكانت تلك فترة زاهية للمغرب الذي كانت له الكلمة العليا وهو الذي هزم منتخبنا ذهابا وإيابا قبلها خلال تصفيات مونديال 2002، لكن موازين القوى تغيرت كثيرا عما كانت في تلك الفترة، حيث تراجع أداء المغرب كثيرا في الفترة الأخيرة برغم الأسماء الثقيلة المحترفة على أعلى مستوى في مختلف الدوريات الأوربية ومالت كثيرا للجزائر التي تميزت أكثر في الفترة الأخيرة، على عكس المغاربة الذين يعرف منتخبهم حالة من عدم الاستقرار غير المسبوقة بديل شغور العارضة الفنية لأسود الأطلس منذ نهاية التصفيات المزدوجة الأخيرة والتي عرفت إقصاء المغرب من نهائيات أمم إفريقيا والعالم. تانزانيا تلعب على “الطارطون”، قوية في دار السلام وعانينا أمامها في تصفيات 1996 وبرغم الفارق الكبير في المستوى بين منتخبنا الوطني والمنتخب التانزاني إلا أن الحذر واجب أمام المنتخب التانزاني الذي تحسّن مستواه بشكل لافت في الفترة الأخيرة بدليل فوزه في مباراة ودية أمام منتخب نيوزلندا المشارك في المونديال المقبل وانهزامه بأقل فارق أمام منتخب كوت ديفوار في آخر مباراة ودية خاضها، وكان ذلك في الخامس جانفي الفارط، تانزانيا التي لا تملك في رصيدها سوى مشاركة واحدة في نهائيات كأس أمم إفريقيا وكان ذلك قبل 30 سنة في نيجيريا 1980 واكتفت يومها بنقطة وحيدة حصدتها أمام كوت ديفوار بعد أن انهزمت أمام البلد المضيف نيجيريا والمنتخب المصري الذي فاز على تانزانيا في مباراة ودية بأسوان بخماسية كاملة، لكن إذا كان منتخب “التيفا ستارز” لا يجيد التفاوض خارج قواعده إلا أنه يبقى منافسا قويا داخل قواعده في دار السلام في ملعبه الاصطناعي ونادرا ما ينهزم فيه بدليل أنه لم ينهزم فيه حتى أمام الكاميرون خلال التصفيات المزدوجة الأخيرة التي كان فيها الوصيف بعد الكاميرون، وكان قد فاز على منتخبنا خلال آخر مواجهة جمعتهما وكان ذلك خلال تصفيات “كان” 1996 بهدفين لهدف واحد بدار السلام. مصر تحقق حلمها بالذهاب إلى جنوب إفريقيا ويمكن القول أن عملية القرعة قد أسفرت عن مجموعات متكافئة لأبعد الحدود، ومهمة الجزائر تبدو أسهل مقارنة بمنتخب الكاميرون الذي سيواجه السنغال ومنتخب الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى جزر موريس، وهي المجموعة الأصعب على الإطلاق... حامل اللقب في نسخه الثلاث الأخيرة المنتخب المصري سيبدأ رحلة الدفاع عن لقبه بتخطي عقبة منتخبات جنوب إفريقيا، سيراليون والنيجر، وستكون هذه التصفيات فرصة أمام تشكيلة المدرب حسن شحاتة من أجل التنقل إلى جنوب إفريقيا لمواجهة “البافانا بافانا” ولو أنهم كانوا يتطلعون إلى خوض هذا التنقل شهر جوان المقبل وليس بعده، وهو ما لم يكن ممكنا بعد أن اصطدم حلمهم بإرادة المنتخب الجزائري. نتائج عملية القرعة المجموعة 1: مالي، الرأس الأخضر، زيمبابوي، ليبيريا المجموعة2: نيجيريا، غينيا، إثيوبيا، مدغشقر المجموعة 3: زامبيا، موزمبيق، ليبيا، جزر القمر المجموعة4: الجزائر، المغرب، تنزانيا، إفريقيا الوسطى المجموعة5: الكاميرون، السنغال، الكونغو الديمقراطية، جزر موريس المجموعة6: بوركينا فاسو، غامبيا، ناميبيا، موريطانيا المجموعة 7: مصر، جنوب إفريقيا، سيراليون، النيجر المجموعة 8: كوت ديفوار، البنين، رواندا والبورندي المجموعة 9: غانا، الكونغو، السودان، سوازلندا المجموعة 10: أنغولا، أوغندا، كينيا، غينيا بيساو المجموعة 11: تونس، مالاوي، تشاد، بوتسوانا برنامج مباريات المنتخب خلال التصفيات 3/ 4/ 5 سبتمبر 2010 الجزائر – تنزانيا 8/ 9/ 10 أكتوبر 2010 إفريقيا الوسطى – الجزائر 25/ 26/ 27 مارس 2011 الجزائر – المغرب 3/ 4/ 5 جوان 2011 المغرب – الجزائر 2/ 3/ 4 سبتمبر تنزانيا – الجزائر 7/ 8/ 9 سبتمبر الجزائر- إفريقيا الوسطى --------------- بلومي: “لدينا ثأر نأخذه من المغاربة وحذار من إستصغار المنافسين الآخرين” أكد نجم المنتخب الوطني لسنوات الثمانينيات لخضر بلومي أن قرعة تصفيات كأس إفريقيا 2012، كانت متوازية وعادلة، رغم أن المنتخب الجزائري وقع مع شقيقه المغربي، حيث أكد أن الأمر سيكون صعبا على كلا الفريقين، لأن مستواهما متقارب رغم غياب المغاربة عن الطبعة الأخيرة لكأس إفريقيا التي أقيمت في أنغولا، وأصرّ في نفس الوقت بلومي على أن هذه المواجهة ستكون خاصة لأن الجزائريين لديهم ثأر يأخذونه من المنتخب المغربي بعد أن أقصيوا على يده سنة 2004 في ربع نهائي كأس إفريقيا وقال : “أعتقد أن القرعة كانت عادلة، وجاءت عادلة لأبعد الحدود، حيث أن فرص المنتخبات متساوية، مع وجود الفرق في المستوى طبعا بين البعض منها فقط، من جهة أخرى أرى أن المجموعة التي وقعنا فيها في متناولنا ويمكننا الحصول على التأشيرة النهائية، لكن سنواجه منتخبًا من نفس مستوانا وهو المنتخب المغربي الذي رغم غيابه عن “الكان“ الأخيرة إلا أنه يبقى قويا، المواجهة بيننا ستكون خاصة لأننا لدينا ثأر يجب أن نأخذه بعد أن خرجنا على يد الأشقاء المغاربة في دورة تونس، من جهة أخرى يجب أن نحذر من المنتخبين الآخرين ولا يجب أن نستصغرهم لأن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، خاصة أن المنتخب الجزائري أصبح مستهدفا الآن”. “يجب أن ينتفض زياني ويعود حتى لا ينقص مستواه” كما تحدث النجم لخضر بلومي عن قضية اللاعب زياني الذي أضحى لاعبا إحتياطيا في فريقه الألماني ولا يحظى بثقة الطاقم الفني، حيث لم يلعب سوى بعض المباريات القليلة في البطولة هذا الموسم، وهو الأمر الذي اعتبره بلومي سلبيا للغاية بالنسبة للاعب وللمنتخب الوطني على حد سواء، لذلك يجب على زياني أن ينتفض ويظهر قدراته، وقال بلومي : “بقاء زياني في الاحتياط منذ مدة أمر مقلق للغاية، فهذا اللاعب يعتبر محور اللعب بالنسبة للمنتخب الجزائري ونقص المنافسة قد يؤثر في مستواه وقد ينعكس سلبا على المنتخب الوطني، لهذا عليه أن ينتفض ويظهر لنا قدراته الحقيقية ويفرض نفسه في فريقه، وأنا متأكد من قدرة هذا اللاعب على تحقيق ذلك لأنه لاعب مقاوم، ولا يفشل بسرعة، ويجب أن يفكر في العودة للعب حتى لا ينقص مستواه”. “مسؤولو الفاف يجب أن يساعدوه حتى نتفادى سيناريو الكان” وفي نفس السياق أكد بلومي أنه على مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تقديم المساعدة للاعبينا الدوليين، والتدخل في بعض الأمور من أجل تقديم الدعم اللازم لهم، وهو الأمر الذي ينتظره في قضية اللاعب زياني، خاصة أن تهميشه قد يعود بالضرر عليه وعلى “الخضر” وقال : “على مسؤولي الاتحادية الجزائرية أن يساعدوا زياني خاصة أني أعتقد أن أسباب إبعاده ليست رياضية مائة بالمائة، فغيابه عن المنافسة سيتسبب في انخفاض مستواه، وصراحة مستواه خلال “الكان” الماضي كان متذبذبا بسبب هذا الأمر ولا أريد أن يتكرر نفس السيناريو في المونديال”. مناد: “القرعة في صالحنا و99,99 بالمائة سنتأهل” صرّح المهاجم الدولي السابق جمال مناد بعد أن تعرّف على هوية المنتخبات التي وقعت مع الجزائر في إقصائيات كأس إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الإستوائية عن تفاؤله بتأهل الجزائر وصرّح قائلا: “على العموم، وجود المغرب سيمنح هذه التصفيات صبغة أخرى، وأنا شخصيا جد متفائل بأننا قادرون على التألق فيها وضمان التأهل إلى النهائيات، خاصة أن تنزانيا وإفريقيا الوسطى ليستا بالمنتخبين اللذين سيمنعاننا من التألق وأنا أعيد ما قلته سابقا أننا سنتأهل بنسبة 99,99 بالمائة إلى الدورة النهائية”. زاوي: “المجموعة عادية والمونديال سيجهّزنا أكثر” اعتبر سمير زاوي أن القرعة التي أوقعتهم مع كل من تانزانيا، المغرب وإفريقيا الوسطى عادية وبإمكان الخضر التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقرر إجراؤها في غينيا الإستوائية والغابون، حيث قال : “إذا ما نظرنا إلى أنفسنا والتحديات الكبيرة التي تنتظرنا في نهائيات كأس العالم، علينا أن نقول أننا وقعنا في مجموعة عادية، خاصة أن المنتخب بعد إجرائه لنهائيات كأس العالم سيتماسك أكثر ويحقق انسجاما أكبر، وهنا يجب علينا أن نأخذ الأمور بجدية بعدها، ولا نقول أن المجموعة سهلة، لاسيما لما نعلم أن المتأهل منتخب واحد”. “سيكون لنا مع المغرب داربي رياضي كبير وليس مسرحية مصرية” أما عن لقاء الجزائر - المغرب المقرر في شهر مارس من السنة القادمة، قال زاوي : “لا يمكن بأي حال التقليل من قيمة المنتخب المغربي ولا حتى التضخيم من شأنه، فهو منتخب كبير وهذا لا ينكره أي أحد، وبطبيعة الحال ستكون مباراتنا أمام الأشقاء المغاربة فرصة لتأكيد العلاقة الطيبة التي تجمعنا بهم، وفضلا عن ذلك فاللقاء في حد ذاته يعتبر “داربي“ مغاربي من العيار الثقيل، وفوق هذا سيكون عربيا ورياضيا وليس مسرحية مصرية كالتي نلعبها في كل مرة مع المصريين”. رحو: “معطيات المباراة أمام المغرب إنعكست الآن” في تصريح له أمس عن قرعة تصفيات كأس إفريقيا، وخاصة عن المواجهة المغاربية بين الجزائر والمغرب، بحكم مشاركته أمام الغرب في سنة 2001 وأيضا في 2004، قال الظهير الأيمن للوفاق أن المعطيات تغيّرت، وهذا بعد أن كان المغرب أحسن نظريا في المرات السابقة، ولكن هذه المرة تلعب الجزائر وهي في وضع أفضل، ولكن الداربي المغاربي دومًا يكون ممتعا. “نتمنّى أن نتأهل معا ولن ننسى قفة المغاربة معنا” وقد أكد رحو أنه متأكد أن الروح الرياضية ستكون المنتصرة هذه المرة بين الجزائر والمغرب، لأن الجزائريين لن ينسوا للمغاربة وقفتهم في التصفيات المشتركة، وتمنى رحو أن يكون التأهل المشترك للجزائر والمغرب في نهاية تصفيات المجموعة.
