من الجميل أن يشعر الجزائريون بقوة الشخصية وبثقة كبيرة في النفس لبلوغ مونديال جنوب إفريقيا، فيحق للملايين أن تحلم في ظهور منتخبنا في أكبر تظاهرة رياضية عالمية، كيف لا وأنهم أضحوا قاب قوسين أو أدنى من الاقتراب من التأهل، وهذا بعد غياب امتد إلى 24 عاما، وتحديدا منذ آخر ظهور للمنتخب الجزائري في مونديال 1986 الذي استضافته المكسيك. فالمنتخب الجزائري الذي لم يكتف فقط بالغياب عن نهائيات كأس العالم في خمس مناسبات متتالية، بل ابتعد أيضا عن المشاركة في كأس الأمم الأفريقية في آخر دورتين، لكن في الفترة الأخيرة ظهر رفقاء زياني بمستوى جيد في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية التي ستستضيفها أنغولا مطلع العام القادم ونهائيات كأس العالم التي ستقام منتصف العام المقبل في جنوب إفريقيا. وحتى الآن، فإن مسيرة المنتخب الوطني رائعة في التصفيات، فعلى الرغم من البداية متوسطة المستوى له بالتعادل السلبي خارج ملعبه مع المنتخب الرواندي، فإن زملاء بوڤرة انتفضوا بشدة عندما استضافوا الفراعنة على ملعب "مصطفي تشاكر" في السابع جوان الفارط، في مواجهة تاريخية انتهت لصالح المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وكان لهذا الفوز مفعول السحر على نفوس لاعبي المنتخب الجزائري، حيث تمكنوا بعد ذلك من تحقيق نتيجة تعتبر هي الأفضل في تاريخ مباريات الجزائر خارج ملعبها في السنوات الأخيرة، بالفوز على المنتخب الزامبي في عقر داره بهدفين دون رد. ولاشك أن الفوز على زامبيا تحديدا جعل المنتخب الجزائري على أرض الواقع هو الأقرب لحجز بطاقة التأهل عن المجموعة الثالثة، وجعلت كل الترشيحات تصب في مصلحته حاليا، فهو يتصدر المجموعة برصيد سبع نقاط بفارق ثلاث نقاط كاملة عن منتخبي مصر وزامبيا. إضافة إلى ذلك، فقد سجل لاعبو الجزائر خمسة أهداف ودخل مرماهم هدف واحد. كما أن المنتخب الجزائري يمتلك أفضلية هامة جدا، وهو أنه سيستضيف كلا من زامبيا ورواندا على أرضه ووسط جمهوره. وأبسط ما يمكن قوله عن المنتخب الجزائري حاليا، أنه فريق قوي ومتكامل بفضل كتيبة اللاعبين المحترفين الموجودة داخل صفوفه، ويكفي أن نعلم أن المدرب رابح سعدان استدعى لصفوف "الخضر" 14 لاعبا محترفا استعدادا لمواجهة زامبيا الهامة القادمة، لندرك حجم وقوة المنتخب الجزائري حاليا. واللافت في تشكيلة المنتخب الجزائري، أنها تضم عددا كبيرا من المحترفين المتألقين في الفترة الأخيرة مع أنديتهم الأوروبية، مثل مجيد بوڤرة مدافع رينجرز الاسكتلندي، وعنتر يحيى مدافع بوخوم الألماني وكريم مطمور لاعب وسط بروسيا مونشينغلادباخ الألماني، إضافة إلى نجم المنتخب كريم زياني لاعب وسط فولفسبورغ الألماني، وياسين بزاز لاعب وسط ستراسبورغ الفرنسي، وعبد القادر غزال مهاجم سيينا الإيطالي. وعلى الرغم من أن المنتخب الوطني مثّل القارة الإفريقية مرتين فقط في نهائيات كأس العالم الأولى سنة 1982 في إسبانيا بقيادة المدرب رشيد مخلوفي، وحققت الجزائر في هذه البطولة نتيجة تاريخية بفوزها على منتخب ألمانياالغربية بهدفين مقابل هدف واحد، قبل أن تتعثر أمام المنتخب النمساوي وتُهزم (0-2)، ثم اختتم الجزائريون عروضهم القوية بالفوز على منتخب تشيلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين. ورغم أن الجزائريين جمعوا أربع نقاط في الدور الأول، وهو ما يوازي ست نقاط حاليا فقط، فإنهم ودّعوا البطولة من دورها الأول بعد المؤامرة الشهيرة التي تمت بين ألمانيا والنمسا والتي بموجبها فاز المنتخب الألماني على جاره النمساوي (1-0)، وهي النتيجة الوحيدة التي كانت تؤهل المنتخبين معاً إلى الدور الثاني. أما في الظهور العالمي الثاني للمنتخب الجزائري، فكان في مونديال المكسيك عام 1986 يقيادة المدرب الحالي رابح سعدان. وافتتح الجزائريون مبارياتهم في الدور الأول من البطولة بالتعادل مع أيرلندا الشمالية (1-1)، الخسارة أمام البرازيل (0-1)، قبل أن يسقطوا أمام إسبانيا (0-3). * خاض المنتخب الجزائري تسع مباريات في التصفيات، فاز في خمس مباريات وتعادل مباراتين وخسر مباراتين. * سجل المنتخب الجزائري خلال مبارياته 12 هدفا ودخل مرماه خمسة أهداف. * متوسط تسجيل المنتخب الجزائري في مباريات التصفيات 1.33. * حصل لاعبو المنتخب الجزائري على 24 بطاقة صفراء ولم تخرج البطاقة الحمراء لأي لاعب جزائري حتى الآن. * هدافو المنتخب الجزائري في التصفيات هم رفيق صايفي، ورفيق جبور، وكريم زياني وعنتر يحيى وكل منهم سجل هدفين. * أكثر لاعب جزائري شارك في التصفيات هو حارس المرمى لوناس ڤاواوي والذي يلعب ضمن فريق أولمبي الشلف، وشارك في 810 دقيقة (تسع مباريات).