تعيش بلديات وأحياء ولاية الوادي هذه الأيام على وقع الاحتجاجات العارمة بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، سيما وأن هذه الانقطاعات جاءت متزامنة مع مجريات المونديال، وكذا ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت حدود 50 درجة مائوية، وهو ما جعل حياة السكان تتحول إلى جحيم في الكثير من المناطق. وأضحى السكان في حيرة من أمرهم بسبب تعطل الكثير من المصالح بعدما ركن الكثير للراحة، سيما العمال في ورشات البناء الذين لم يتمكنوا من مقاومة درجات الحرارة الملتهبة نتيجة هذه الاضطرابات المناخية التي تمر بها المنطقة ولم تشهدها منذ عقود من الزمن. الشباب المتابع لمجريات المونديال لم يستسغ هذه الانقطاعات، خاصة أوقات بث المباريات وهو ما دفعه للخروج إلى الشارع للتعبير عن غضبه حيال الوضع المذكور، وما حدث ليلة أول أمس بحي الشهداء ببلدية عاصمة الولاية، وكذا نهاية الأسبوع ببعض بلديات الجهة الجنوبية أكبر شاهد على ذلك، بحيث خرج عشرات الشباب من حي الشهداء إلى الشارع وقاموا بإضرام النيران في العجلات المطاطية بوسط الطريق الرئيسي، أين توقفت حركة مرور السيارات لمدة ولم تعد حركة السير إلا بعد تدخل المصالح الأمنية التي قامت بتهدئة المحتجين. ورغم كون مصالح سونلغاز بالولاية وعلى لسان المكلف بالاتصال على مستوى مصالحها أوضحت أن الانقطاع خارج عن نطاقها لكونه لا يمس حي الشهداء وحده بل يمس جميع أحياء وبلديات الولاية، من خلال تخصيص قطع مبرمج للكهرباء لمدة 45 دقيقة لكل حي من أحياء الولاية لتخفيف الضغط على المحول المركزي الذي لم يعد بمقدوره الاستجابة للاستهلاك الواسع للطاقة الكهربائية، خاصة بعد سقوط 10 أعمدة كهربائية كبيرة للضغط العالي. وناشد الشباب الغاضب رئيس الجمهورية التدخل العاجل لإيفاد لجنة تحقيق معمقة حول هذه الانقطاعات، خاصة بعد سقوط أعمدة الضغط المرتفع التي لم يمر على إنجازها غير شهر تقريبا، بحيث تحدثت بعض الأوساط المحلية عن هشاشة الأعمدة المنجزة مؤخرا من طرف إحدى الشركات العربية.