تتخبط ولاية الوادي هذه الأيام وسط دوامة لا متناهية, بسبب التهاب درجات الحرارة والتي وصلت حدود 50 درجة مئوية زاد في حدتها الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي, وهو الوضع الذي خلق تذمرا واستياء كبيرين لدى سكان المنطقة الذين باتوا في حيرة كبيرة لكون الوضع المذكور بات ينذر بفوضى عارمة, خاصة وأن بعض السكان لديهم مرضى وعجزة ورضّع لا يطيقون تحمّل تصاعد موجة الحر خاصة وأن المنطقة تعيش هذه الأيام اضطرابات مناخية قاسية جدا من عواصف رملية وغيرها مدير مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بالوادي, السيد عباس نصيرة, أوضح في رده عن تصاعد موجة التذمر, بأن دعم الدولة لأسعار الكهرباء, خاصة بمناطق الجنوب جعل الحاجة إلى استهلاك الطاقة الكهربائية تزداد, حيث يصل متوسط نسبة الزيادة فيه بأكثر من 18 بالمئة خلال الخمس سنوات الأخيرة, مما أثر سلبا على الشبكة الكهربائية, بالإضافة إلى السبب الثاني الذي قال عنه مدير سونلغاز, بأنه يعتبر العامل الأساسي في ارتفاع استهلاك الطاقة بالوادي وهو التوسع الكبير في النشاط الفلاحي الذي عرفته الولاية منذ سنوات واعتماد الفلاح بصفة مباشرة على الكهرباء بشكل كامل في عملية السقي, مما ساهم وبقوة في ارتفاع معدل الاستهلاك الذي قارب 20 ألف كيلو واط ساعي سنويا. وفي السياق ذاته, أضاف ذات المتحدث أن الاعتداءات اليومية التي تتعرض لها الشبكة سواء من قبل المقاولات أو الأشخاص العاديين ساهمت في اهترائها مما ينجم عنها أعطاب في التوصيلات, حيث سجلت مصالح سونلغاز بالوادي خلال سنة 2009/351 حالة لم يتم فيها احترام المسافات الأمنية بين الشبكة والبناء, مما قد يعرض كذلك حياة الأفراد للخطر. من جهة أخرى, كشف مسؤول سونلغاز بالوادي, بأن ديون المؤسسة المستحقة لدى زبائنها فاقت 24 مليار سنتيم موزعة على زبائن عاديين وإدارات والباقي موزع على زبائن الضغط المنخفض والمتوسط, في حين تكبّدت الشركة خسائر فاقت قيمتها 14 مليار سنتيم, ناتجة عن الطاقة الكهربائية الضائعة الغير مفوترة, منها نسبة معتبرة ناتجة عن توصيلات غير شرعية أي طاقة كهربائية مسروقة تم إحالة عدد من مرتكبيها إلى العدالة, حيث شدّدت إدارة المؤسسة على لسان مسؤولها الأول على عدم التساهل مع هذه الفئة عن طريق إحالتها مباشرة على العدالة عكس ما كان عليه في السابق حين تكتفي الإدارة بتعهد كتابي من الشخص المعتدي. للإشارة, فإن ولاية الوادي قطعت شوطا كبيرا في نسبة التغطية بغاز المدينة, حيث من المتوقع حسب إحصائيات مؤسسة التوزيع بالوادي تخطي نسبة 50 بالمئة من الربط بحول سنة 2013, فيما تم ربط قرابة 21 بلدية في الوقت الحالي.