تحولت وحدة تربية المواشي ببلدية مكمن بن عمار، البعيدة عن مقر الولاية ب 70 كلم، إلى إنجاز مهجور يضم 25 إسطبلا لممارسة نشاط تربية الحيوانات خارج النسيج العمراني بالمنطقة، حيث يدخل هذا المشروع ضمن المشاريع الفلاحية التي استفادت منها المنطقة من أجل رفع نسبة الإنتاج في ميدان تربية المواشي. تأتي الوضعية التي آلت إليها الوحدة على خلفية التسيب والإهمال وغياب المتابعة لمشروع استنزف من خزينة الدولة أكثر من 400 مليون سنتيم، دون أن يستفيد منه الموالون الذين رفضوا مغادرة إسطبلاتهم الموجودة داخل المدينة وعدم الرحيل إلى هذه الوحدة التي يرونها بعيدة، ولم تتم استشارتهم لاختيار المنطقة. من جهته، تبرأ رئيس البلدية من القضية وأرجعها مسؤوليتها على عاتق المجلس السابق، محملا مربي المواشي مسؤولية التدهور الذي آلت إليه الوحدة، كونهم رفضوا مزاولة نشاطهم بها، وأصبحت اليوم عبارة عن مكان مهجور تسكنه الكلاب الضالة. من جهة أخرى، أكد رئيس المقاطعة الفلاحية ببن عمار أن المشروع انتهت به الأشغال سنة 2007 وتم تسليمه للبلدية سنة 2008، هذه الأخيرة هي بدورها التي قامت بتحديد قائمة الموالين المستفيدين من هذه الإسطبلات، ما يعني حسبه أن قطاع الفلاحة لا يتحمل المسؤولية. جدير بالذكر أن هذه الفضيحة ليست الأولى من نوعها بالمنطقة، بل مازال سكان بن عمار يتذكرون مشروع زراعة الزيتون الذي التهم صاحبه أكثر من 20 مليار دون أن يحقق شيئا على أرض الواقع.