"Evil Green" أو الشرّ الأخضر، فيلم من آخر إنتاجات السينما الأمريكيّة، احتل المراتب الأولى في "البوكس أوفيس" في الأسبوع الماضي وهو مرشّح لنيل العديد من جوائز مهرجانات السينما العالمية. الفيلم للمخرج الأمريكي بوب برادلي، الذي يجسّد أيضا دور البطولة، من خلال تقمّصه لشخصية ضابط في الجيش الأمريكي، عائد من العراق محمّلا بخيبة أمل كبيرة وانكسارات نفسيّة عميقة بعد أن أُحيل على التقاعد المبكّر؛ بسبب تسبّبه في خطإ مهني فادح، يتمثّل في قتل أبرياء عراقيين عن طريق الخطإ.. برادلي يعود إلى وطنه ليواجه مستقبلا معتما، خصوصا بعد أن تخلّت زوجته "براندا" عنه، ورحلت مع صديقها الجديد إلى لوس أنجلس.. لكن، وبعد أن تتأزّم الأحداث أكثر، يلجأ برادلي إلى احتراف كرة القدم غير الأمريكيّة، هروبا من مشاكله النفسية، وينجح في الوصول إلى المنتخب القومي، رفقة ابنه الوحيد "مايكل" الذي يعود إلى أحضان والده في مشهد درامي مؤثّر.. يصارع الإثنان معا ليثبّتا مكانهما في المنتخب القومي، بوب كمدرّب ومايكل كلاعب، وهنا تدخل شخصيات أخرى في حبكة القصة، مثل شخصية اللاعب لوندون دونوفان المُحبط عاطفيا، وشخصية مدرّب الحراس العربي، الذي يحمل ثأر الفراعنة.. وينجح الجميع في الوصول بهذا الفريق الذي يمثّل الحلم الأمريكي إلى أكبر منافسة عالمية في كرة القدم، ويكبر حلم برادلي أكثر فأكثر.. لكن؛ تتعقّد الأحداث من جديد عندما تقترب مواجهة منتخب الحريّة الأمريكي مع منتخب "الشر الأخضر"، وفي لقطات بالأسود والأبيض يعود بنا المخرج إلى جرائم منتخب "الشرّ الأخضر" ضد الأبرياء الفراعنة، في مشاهد تشبه إلى حدّ كبير مشاهد جرائم السوفييت والفيتناميين ضد الجنود الأمريكان اللُطفاء الطيّبين في أفلام "رومبو" و"شوارزنيغر".. تبدأ إذن؛ المواجهة المصيرية، وتشرئب معها أعناق المواطنين الأمريكيين الطيّبين، في الحانات، في البيوت، وفي منتديات القمار. تنقلهم عدسة برادلي البانورامية باحترافية كبيرة، منسجمة مع موسيقى حماسية رائعة.. يدخل الأشرار الخضر إلى ميدان المواجهة، بعيونهم الحمراء، ونظراتهم الناريّة وهم يلوّحون للاعبي فريق الحرية، بأيديهم على رقابهم في إشارة الذبح.. وتبدأ المواجهة، في الوقت الذي يعود فيه المخرج بفلاش باك، إلى ذكريات برادلي في العراق وكيف ظلم على أيدي قادته، بعد مؤامرة من أحد المنتسبين إلى عصابة الشرّ الأخضر.. برادلي أبدع أيضا، في نقل مشاهد معركة الميدان التي صوّرت بربريّة لاعبي منتخب الشرّ الأخضر، وبطولات وتضحيات لاعبي منتخب الحرية، الذين صمدوا إلى آخر نفس، قبل أن يجمع دونوفان المحبط عاطفيا، طاقة خرافية، ويركل في الوقت الإضافي للمعركة، كرة "مُباركة" تخترق شبكة حارس الشرّ الأخضر.. في مشهد بطيء جدا ومؤثر للكاميرا التي تأخذنا إلى مشاهد فرحة الأمريكيين الطيّبين في الحانات وبعض الفراعنة الذين سجدوا في المقاهي شكرا لله.. إنه انتصار الخير على الشرّ، انتصار الحلم الأمريكي الذي لا يقهر.. قبل نهاية الفيلم، ينتقل المخرج برادلي، إلى مشهد عاطفي أخير، عندما تدخل "جين" الصديقة السابقة لدونوفان المُحبط عاطفيا، إلى حيث هو جالس في غرفة تغيير الملابس، يتبادلان النظرات الدامعة، يقتربان، يلتصقان، ويطبع على فمها قبلة النهاية..