تأسف أحد أعمدة الثورة المجيدة، المجاهد أحمد محساس، للطريقة التي يتناول بها الإعلام الوطني بصفة عامة، والتلفزيون بصفة خاصة، لسيرة المجاهدين وتاريخ الثورة، وقال إن تناول تاريخ الثورة لا يجب أن يكون موسميا ولا مرتبطا بالأحداث، مقترحا تلقينه للأجيال بطريقة منهجية مقترح تجريم الاستعمار في مواجهة خصوصية العلاقات الجزائرية - الفرنسية وأضاف العضو السابق في الحركة الوطنية، في تصريح ل”الفجر”، أن لكل شخصية تاريخية جانبها المميز، الذي يمكن أن تكشف عنه ووفق الحقائق الكاملة، وليس مثلما يريدها الطرف الآخر، باعتبارها عايشت تلك الأحداث وأهلا بتقدير المهم، من الأقل أهمية، منتقدا في السياق ذاته الطريقة التي تتناول بها مؤسسة التلفزيون لبعض المجاهدين وهم يروون تاريخ مأساتهم، وقال ”إنها وسيلة غير مناسبة لسرد التاريخ، حتى وإن كانت تهدف إلى إظهار بشاعة الاستعمار وهمجيته”، ووصف مثل هذا التناول أو الطرح ب”الخاطئ والموظف في غير محله”. وأوضح المجاهد محساس، أن أحسن طريقة لحماية الذاكرة الجماعية للجزائريين، هي تربية الأجيال الصاعدة على حماية واحترام مقدسات الثورة، وغرس حب الوطن والإخلاص له في أذهانهم، وليس ترديد الشعارات الرنانة خلال مناسبات تاريخية، ”لأنها ستمر دون أثر”، وأوصى بالكتابة الجيدة للتاريخ والتزام الموضوعية بعيدا عن المزايدات.وتحفظ أحمد محساس عن الرد على سؤال ”الفجر”، حول مستقبل العلاقات الجزائرية - الفرنسية، حتى وإن استبعد إمكانية برمجة أو تمرير مشروع قانون تجريم الاستعمار، في إشارة منه إلى عدم وجود مؤشرات حقيقية لتمرير المشروع، رغم الرغبة الشعبية في تمريره، مرجعا الأسباب إلى وجود عدة مشاكل عالقة، وكذا لخصوصية العلاقات التي تربط الجزائروفرنسا على العديد من المستويات. ويعد المجاهد أحمد محساس، من مواليد 1923 ببودواو، أحد أهم الشخصيات التاريخية التي تقلدت مسؤوليات عليا ضمن تنظيم حزب الشعب الجزائري، فضلا عن دوره في إنشاء المنظمة الخاصة، وكان أحد أعضائها على مستوى القيادة العليا، تم اعتقاله من طرف المستعمر الفرنسي سنة 1950 ونقل إلى سجن البليدة، حيث استطاع الفرار رفقة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، كما أنه أول مسؤول عن نشر خلايا جبهة التحرير في فرنسا، وأول مندوب سياسي عسكري عن منطقة الشرق، وعضو المجلس الوطني للثورة.