أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة ملف قضية تتعلق بالانخراط في جماعة إرهابية تعمل على بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو من انعدام الأمن مع علمه بغرضها ونشاطها ومحاولة الاعتداء على أملاك الدولة وتعريض حياة أعوانها للخطر، وهي القضية التي تورط فيها 5 أشخاص لا تتعدى أعمارهم 31 سنة. تأجيل الفصل في هذه القضية، جاء بطلب من دفاع أحد المتهمين، فيما ورد في قرار الإحالة تفاصيل إلقاء القبض على المتهمين، والذي كان نتيجة الاتصالات التي تقوم بها مصالح الأمن مع عائلات الإرهابيين من أجل إقناع أبنائهم بتسليم أنفسهم والاستفادة من تدابير المصالحة، ليسلم أحد هؤلاء نفسه وهو المكنى “أبو سليمان” ومعه سلاحه وذخيرة هامة من رصاص وقنبلة تقليدية الصنع. المعلومات التي قدمها هذا الأخير مكنت من الكشف عن العديد من مخابئ وملاجئ العناصر الإرهابية الناشطة بإقليم ولاية البليدة، كما سمحت بالقضاء على عنصر إرهابي خطير مع توقيف خلال شهر نوفمبر من السنة المنقضية المتهمين الذين مثلوا أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة وعددهم 5، أحدهم أكد أنه قضى ليلة كاملة مع العناصر التي كانت بالجبل على مستوى وادي بلاط بالشريعة، منهم الإرهابي المعروف باسم القعقاع والإرهابي المكنى المهاجر. اعترافات المتهمين أمام رجال التحقيق أكدت على فكر منحرف ومشوه، فمن راغب في الجهاد في فلسطين منذ سنة 2001، والذي قرر الالتحاق بالجماعات المسلحة في الجزائر بعد أن فشل في تحقيق فكرة جهاد اليهود، إلى متهم آخر عمل كل ما وسعه لتوفير حاجيات تلك الجماعات مقابل مبالغ مالية معتبرة كانت تسلم له نظير كل عملية إعانة لهم، إلى جانب متهم آخر يئس من الالتحاق بنفس الجماعة المسلحة لأنه مصاب بداء السكري فطمع أن يكون في قائمة الانتحاريين، التي كان الإرهابي المدعو “زكريا” يحضرها، وهو نفس الإرهابي الذي كان يكلف كل واحد من المتهمين بالعمل الذي يجب أن يقوم به في المدينة من أجل دعم الفكر الجهادي المسلح وتوفير الإسناد للسائرين على هذا النهج، وذلك إلى غاية شهر نوفمبر من السنة الماضية، أي قبل إلقاء القبض على المتهمين بفترة قصيرة فقط، وهي الفترة التي كان يتم فيها التخطيط لاستهداف السفارة الأمريكية، بما فيها السفير، عن طريق عملية انتحارية ينفذها المسمى “ب. أمين”، 27 سنة، قبل أن يتم تغيير الخطة باستهداف فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالبليدة، ويليها مجلس قضاء العاصمة، ثم السفارة الأمريكية في المرتبة الثالثة من حيث الأولويات التي حددها الإرهابي “ط. حسين”، علما أن هذا الأخير كان ينشط ضمن سرية الغرباء، التي اتخذت من مرتفعات الشريعة ميدان تحرك لها.