قالوا: إن ناتنياهو أقنع أوباما بضرورة الضغط على الفلسطينيين والعرب من أجل إجراء مفاوضات مباشرة وبدون وقف الاستيطان كما يطالب العرب! وقالوا أيضا إن ناتنياهو أقنع الرئيس الأمريكي بضرورة أن تحمي أمريكا إسرائيل في موقفها إزاء الملف النووي الإسرائيلي! المصيبة أن عرب مصر والسعودية ومحمود عباس تفاجأوا بالموقف الأمريكي هذا واعتبروه كارثة على العرب والعملية السلمية! ولم يسأل هؤلاء أنفسهم: ما الفرق بين المفاوضات المباشرة والأخرى غير المباشرة؟! ومن يقبل بمفاوضات غير مباشرة مع بقاء الاستيطان لا يمكن أن يرفض المفاوضات المباشرة مع الاستيطان! أما بخصوص الموقف الأمريكي من السلاح النووي الإسرائيلي.. فهذا أمر جديد.. فأمريكا والغرب هم الذين مكنوا إسرائيل من امتلاك السلاح النووي وتم ذلك في عهد الشاه الإيراني ولم يكن هذا السلاح موجها لإيران أو تركيا بل كان موجها أساسا للعرب ولا يزال! وأمريكا تقول إنها ملتزمة بأمن إسرائيل أكثر من التزامها بأمن أمريكا نفسها.. ومع ذلك ترقص مصر وعرب الخليج مع بوش على أنغام الاحتفال بتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة الأمريكية! ولم يفهم الأعراب في الشرق الأوسخ أن التزام أمريكا بأمن إسرائيل يعني أساسا الإخلال بأمن العرب.. ولا يمكن الجمع بين أمن إسرائيل وأمن العرب في وقت واحد لأن ذلك يعني أن أمريكا تجمع بين الأختين المحرم شرعا! مفهوم العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا عند عرب الشرق الأوسخ هو أن يقف هؤلاء مع أمريكا وإسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني ومع البرنامج النووي الإسرائيلي الذي يقول الأمريكان إنه ليس ضروريا لأمن إسرائيل فحسب بل إنه ضروري أيضا لأمن العرب من إيران! لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد الذي حدث بين ناتنياهو وأوباما هو: ماذا ستفعل بقايا السلطة الفلسطينية في رام الله.. والتي تسيرها الموساد والمخابرات المصرية بالمقاولة من الباطن؟! ولكن الجواب جاء سريعا على لسان أحد المستهلكين سياسيا وأمنيا وفساديا في هذه السلطة حيث قال: لابد أن نرد على أمريكا وناتنياهو باستسلام حماس لفتح؟! أي أن يتم تصميم الاستسلام على الطريقة المصرية العباسية السعودية!؟ والمنطقة كان يتطلب أن تقوم السلطة محل نفسها وإعادة الكرة إلى الشعب كما فعل الشقيري سنة 1967.