الذين اجتمعوا في مدينة بيتسبورغ الأمريكية يملكون %90 من ثروة العالم وعددهم لا يتجاوز العشرين دولة من مجموع 190 دولة عضوة في الأمم المتحدة! المرفهون يجتمعون في أمريكا·· ولا يحضر معهم من العرب سوى دولة واحدة هي العربية السعودية··! وأما المزلوطون والعراية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية فيلتقون في كراكاس بفنزويلا عند تشافيز ··! تماما مثلما يلتقي ''العرايا في الحمام'' كما قال بورفيبة قبل نصف قرن·· في نقده لدعوة اتحاد الفقراء··! في الأمم المتحدة·· وفي الجمعية العامة الأخيرة حضر الرؤساء والملوك العرب إلى هناك ولكن لم نسمع صوتا لأي منهم، غير صوت القذافي الذي قال ما يعتقد أنه الحق الذي يجب أن يقال·· أما العرب الآخرون فلم يرد ذكرهم لأنهم قالوا خطابات لا تساوي سعر الحبر الذي كتبت به··! وغير القذافي، لم نسمع بأي رئيس أوملك عربي باستثناء محمود عباس الذي ذهب ل ''يتصور'' مع ناتنياهو وأوباما مقابل أن يحصل على إنجاز مهم لصالح القضية الفلسطينية، وهو أن يستبدل الحوار حول قيام دولة فلسطين بالحوار حول وقف الإستيطان غير الشرعي··! وهكذا انتقلت إنجازات عباس للشعب الفلسطيني من الحوار حول قيام الدولة إلى الحوار حول وقف الإستيطان غير الشرعي فقط·· لأن الإحتلال أصبح شرعيا··! والذي غير شرعي هو الإستيطان فقط··! والمصيبة أن ناتنياهو يطالب العرب بالإعتراف بيهودية إسرائيل من أجل بدء المفاوضات··! وقد يكون موقف ناتنياهو خلال المفاوضات هو ضرورة الإعتراف بيهودية الشعب الفلسطيني، وسيأتي اليوم الذي يفاوض فيه ناتنياهو الرئيس عباس على دينه إن كان له دين··! أي هزال هذا الذي أصاب بقايا العرب؟! وحوّل هذه الأمة إلى مادة لسلة المهملات في محفل الدول؟