86 نائبا من مجموع 163 يترشحون للتسابق على 15 منصبا وقف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، قرابة نصف ساعة لتلقين نواب الحزب الأخلاق التي يجب التحلي بها للظفر بمنصب في المؤسسة التشريعية في إطار عملية تجديد الهياكل، وعبر عن تقززه من استعمال منتخبي الشعب للوشاية والكذب واستعمال أساليب دنيئة للتأثير على نتائج الانتخابات. وحتى وإن حاول الأمين العام لحزب الأفالان، وهو يفتتح الأشغال المخصصة للحديث عن الكتلة البرلمانية، أمس، تثبيط اندفاع النواب لاستعمال وسائل غير مشروعة لتسابقهم المحموم على المناصب ال15 الممنوحة للحزب، إلا أن تعليقاتهم داخل القاعة دلت على غير ذلك، وعكست بجلاء رغبة أغلبيتهم الساحقة في الظفر بالمناصب. واستدل بلخادم بعدم وجود منطق لدى المترشحين، لأن العدد فاق بكثير جميع التوقعات، بعد أن تقدم 86 نائبا من مجموع 163، للتسابق على 15 منصب، مشبها التسابق بالفوضى، حتى وإن اعترف بحق كل نائب في الترشح، لكن شريطة أن يكون مدروسا ومتزنا، ودعاهم إلى التعقل والترفع عن استعمال وسائل دنيئة من أجل الحصول على منصب عمره سنة فقط، حسب تعبيره. واستشهد الأمين العام للأفالان، بعدد المترشحين الذي وصل 89 نائبا من مجموع 163، مضيفا أن عدد الترشيحات فاقت بكثير عدد المناصب المتنافس عليها. واستعان عبد العزيز بلخادم بمثال شعبي صور من خلاله أن الأهمية تكمن في حصيلة الأداء، وليس في الحصول على المنصب، قائلا “إذا ادرقت لا تبان.. وإذا بنت ما تبركش”، كما اعتبر أن اعتراضات النواب على ترشح أعضاء من المكتب السياسي للحزب للمناصب ال15 ليس عيبا، لا سيما بعد ظهور بعض الأسماء ضمن قائمة المتنافسين، كما هو الشأن بالنسبة لحبيبة بهلول وعليوي محمد وغيرهم. ومن المقرر أن تتم عملية انتخاب تجديد الهياكل من طرف النواب اليوم الخميس بحضور مشرفين، علما أن العياشي دعدوعة مرشح للبقاء على رأس الكتلة البرلمانية. وتطرق الأمين العام للحزب في حديثه للتحضيرات الخاصة بالجامعة الصيفية المقررة أيام 4، 5 و6 أوت المقبل بمدينة مستغانم، موضحا أن موضوعها الرئيسي يتمحور حول البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية 2010 إلى 2014، معتبرا ذلك فرصة للنواب للاطلاع على البرنامج الذي سيعرض للمناقشة والتصويت خلال الدورة الخريفية المقبلة، داعيا إلى التقرب من الولاة للتعرف أكثر على طبيعة المشاريع والأرصدة المالية المخصصة لها. ولم يفوت الأمين العام للأفالان الفرصة للحديث عن الانتخابات التشريعية المقبلة، التي بدأ العد التنازلي لها، ولم يتبق على تنظيمها سوى سنة ونصف السنة، معتبرا أن التحضير للموعد، وتحقيق نتائج إيجابية ينطلق الآن، وذلك من خلال التركيز على عامل الاستمرارية والتواصل مع المواطنين وتفهم انشغالاتهم. وخلص الأمين العام للحزب للإشارة إلى التحضير المتواصل للندوة الدولية حول الأسرى الفلسطينيين وحقوق الإنسان في الأرض المحتلة، موضحا أن الندوة ستشهد مشاركة عدة شخصيات من الداخل والخارج بحكم القضية الفسلطينية العادلة. كما أجرى الأمين العام للحزب على هامش الندوة لقاء مع سفير كوريا الشمالية بالجزائر، بحضور بعض قيادات الحزب، منهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية، عبد الحميد سي عفيف، والعياشي دعدوعة، واعتبر الأمين العام للحزب أن اللقاء أملته طبيعة العلاقات التي ربطت الأفالان بأحزاب فاعلة بكوريا الشمالية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي، الذي كان أحد الأحزاب التي تقاسمت مع الأفالان العديد من المرجعيات السياسية والفكرية، بحكم انتماء كلا البلدين قبل وخلال الحرب الباردة إلى المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي.