أثار ملف الانقطاعات المتكررة للتيّار الكهربائي نقاشا ساخنا في أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي المنعقدة الخميس الأخير بقاعة الاجتماعات بمقر ولاية الوادي، والتي خصصت لدراسة أربعة ملفات تنموية بارزة، هي الحساب الإداري للولاية لسنة 2010 وكذا الدخول الاجتماعي لسنة 2010 / 1011 المدرسي، التكويني، الجامعي، وملف حول تقييم حصيلة نشاطات الولاية لسنة 2009 ومداخلة حول المخطط الرئيسي لشبكة نقل الكهرباء ذات التوتر العالي. وقد بدا جليّا منذ الوهلة الأولى من انطلاقة المجلس الجو المشحون بين الأعضاء، والذين بدا عليهم السخط إزاء وضعية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي هذه الصائفة، والتي كانت وراء اتّساع موجة الاحتجاج بكافة بلديات الولاية تقريبا، حيث حاول بعض أعضاء المجلس منع ممثلي شركة سونلغاز من إلقاء كلمتهم بداخل المجلس بحجة أن وعودهم غير صحيحة، ووصل ببعض الأعضاء إلى مقاطعة أشغال الدورة احتجاجا على السماح لممثلي سونلغاز فيما بعد بتقديم مداخلتهم. وأشار هؤلاء الغاضبون في تصريحاتهم أمام مسمع والي الولاية إلى أن شركة سونلغاز وعدتهم أكثر من مرة في دوراتهم السنة الماضية، وحتى هذه السنة بإيجاد حلّ لهذه الأزمة لكن دون جدوى، والوضع زاد تعفّنا والانقطاع أصبح عادة مألوفة، واستغرب هؤلاء الأعضاء من تحجج هؤلاء ببعض الحلول الترقيعية، مضيفين أنهم سجّلوا على نفس مسؤولي الشركة الصائفة الماضية أنهم سيجدون حلا نهائيا هذه السنة لكن يأتي هذا الصيف والوضع باق على حاله مثلما قال هؤلاء الأعضاء في احتجاجهم. وقد وصل الأمر ببعض الأعضاء إلى مطالبة والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي باستدعاء جميع أعوان ومسؤولي سونلغاز ومحاسبتهم، كونهم لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة لتفادي هذه الانقطاعات في هذا الصيف الحار الذي وصلت فيه درجات الحرارة حدود 52 درجة. ولدى مداخلته في أشغال الدورة، أوضح المدير الجهوي لشركة نقل الكهرباء بمدينة حاسي مسعود بورڤلة أن هذه الانقطاعات الموجودة في التيار الكهربائي في ولايات الجنوب تعود بالأساس إلى العاصفة الهوجاء التي اجتاحت هذه المناطق والتي كانت وراء سقوط نحو 50 عمودا كهربائيا، منها نحو 40 عمودا الناقلة للكهرباء ذات الضغط العالي، مضيفا أن مصالحهم تسعى جاهدة لتدارك هذه الأزمة التي ستجد حسبه حلا تدريجيا ابتداء من 5 أوت القادم. والي ولاية الوادي، وفي معرض مداخلته، أخذ وعدا من مسؤولي سونلغاز بتدارك الأزمة وحلها في أقرب الأوقات، واغتنم فرصة الجو المشحون بداخل قاعة الاجتماعات بالولاية ليذكّر بالتحسن التنموي المسجّل خلال السنة المنقضية، موضحا أن السنة المنقضية 2009 كانت سنة التحضير لأرضية انطلاق مشاريع المخطط الخماسي القادم من خلال تحضير الملفات ومناقشتها مع الوزارات المعنية لإقناعها بأولويات التنمية في الولاية، مشيرا إلى أن السلطات المركزية وافقت على 70 بالمائة من البرامج والمشاريع المقترحة من طرف جهازه التنفيذي، ومبرزا أن مصالحه ولإنجاح عملية تجسيد هذه المشاريع من حيث الجودة والنوعية عمدت إلى تشديد عمليات المراقبة الصارمة للورشات المشرفة على المشاريع التنموية بمختلف مناطق الولاية، مضيفا أن مصالحه وبالتنسيق مع المجالس الشعبية المنتخبة قامت باختيار أرضية 80 بالمائة من المشاريع المسطرة. يذكر أنه وبالموازاة مع عرض ملف الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خرج سكان عدة بلديات من الولاية إلى الشارع وقاموا بإضرام النيران في العجلات المطاطية أبرزها احتجاج بلديات جامعة، تغزوت، أولاد أحمد، المنظر الجميل والبياضة.