ليس من يسمع الشعار المتعارف عليه في سلك الشرطة “الشرطة في خدمة الشعب” كمن يقف بنفسه على حقيقة هذه الخدمة وأبعادها الجليلة، ويعاين ميدانيا العقبات التي تعترض رجال الأمن في كل لحظة من أجل تجسيد أمثل لهذا الشعار، في ظروف لا تخلو من الصعوبة النابعة من طبيعة المهمة ومن ضرورة القيام بها على أكمل وجه عناصر الأمن.. روح دعابة، حب للمهنة وإصرار على تطهير المدينة من الانحراف “الفجر” رافقت رجال الشرطة خلال ليلتين من المداهمات الفجائية لأوكار الانحراف والأماكن المشبوهة بأحياء مدينة باتنة، في إطار ملاحقة المشبوهين والقضاء على أسباب الجريمة، حيث انطلقت الرحلة الأولى في حدود الساعة التاسعة والنصف من مساء الأربعاء من مقر الأمن المركزي بباتنة بقافلة أمنية قوامها عشر سيارات رباعية الدفع، على متنها عناصر من الشرطة القضائية ورجال فرقة البحث والتحري وعناصر من الأمن العمومي. كانت البداية بعملية مسح خاطفة للحديقة المحاذية لفندق “شيليا” بممرات مصطفى بن بولعيد، وأسفرت عن توقيف أحد العناصر المعروفين لدى مصالح الأمن، وتتحول هذه الحديقة ابتداء من ساعات الليل الأولى إلى وكر لتعاطي الكحول والمخدرات وترويجها، وقد عبر أحد سكان الحي عن استيائهم الشديد من هذه الممارسات في مكان يفترض أنه للراحة والاستجمام واستقطاب العائلات بدل المنحرفين، وأكد هذا المواطن على ارتياح السكان للدوريات وللحملات التي يقوم بها رجال الشرطة في هذه الحديقة. بعد ذلك كانت الوجهة الحي الشعبي “كشيدة”، مرورا بحيي 300 و1020 مسكن، وهي من الأحياء التي عادة ما تسجل بها اعتداءات على الأشخاص بواسطة السلاح الأبيض، والسطو على المنازل والمحلات التجارية، مع الاستهلاك الواسع للمخدرات والحبوب المهلوسة وسط الشباب والمراهقين، وقد تم توقيف شخصين بالقرب من حي كشيدة عثر عليهم عناصر الشرطة بأحد الأماكن المشبوهة بمحاذاة مقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء، وقد أكد لنا أحد ضباط الشرطة أن إجراء توقيف المشبوهين هو عملية ضرورية للتعرف على الوضعية الأمنية للموقوف من حيث الأحكام الغيابية الصادرة ضده أو متابعته قضائيا أو كونه في حالة فرار، ويخلى سبيله إن تم التأكد من عدم وجود كل هذا ولم يعثر لديه على أشياء يحظرها القانون أو وجوده في وضعية مخلة بالسكينة والآداب العامة. المنطقة الصناعية تتحول إلى “محششات” في الهواء الطلق ليلا تعتبر المنطقة الصناعية بحي كشيدة، مكان مفضلا لتعاطي الكحول وترويج الممنوعات بالنسبة للكثير من المنحرفين خصوصا مع تواجد مخمرة بالمخرج الشمالي للمنطقة، وقلة حركة المرور والراجلين بعد خروج العمال من المصانع والمؤسسات، لتحل محلهم مجموعات من الشباب والمراهقين يتحلقون هنا وهناك حول قنينات من الجعة أو سجائر “الكيف”، وسرعان ما يفرون في كل الاتجاهات إن لمحوا رجال الشرطة يقومون بحملة أمنية في المكان، وهو ما حدث مع القافلة الأمنية التي كنا بصحبتها، حيث تمكن رجال الشرطة من الإحاطة بالمكان من كل الاتجاهات وتطويق مجموعة من الشباب كانوا يتعاطون المخدرات، ويقول أحد رجال الشرطة إن هؤلاء الأشخاص إن لاحظوا اقتراب الشرطة من مكان تواجدهم يقومون بالتخلص من المخدرات التي يحوزونها بطرق عديدة، كرميها في مكان بعيد، أو بلعها في بعض الأحيان، وهو ما يتم الكشف عنه بعد المعاينة الطبية. ولم نخرج من المنطقة الصناعية حتى تفاجأنا بوجود شخص قدم نفسه لرجال الشرطة على أنه مقاول بعد أن ضبط مع صديق له يشربان الكحول داخل سيارة فخمة، وتم اقتيادهما إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بالسكر العلني مع حجز 20 قارورة جعة كانت داخل السيارة . بعد التخريب والإهمال.. محلات الرئيس ملاذ للمنحرفين عند مرور دورية الأمن بحي الرياض المحاذي لجامعة الحاج لخضر من الجهة الجنوبية، لفت انتباهنا العدد الكبير للمحلات الموجهة للشباب في إطار برنامج رئيس الجمهورية، والتي لا تزال خاوية على عروشها رغم جاهزيتها ووقوعها في مكان تجاري استراتيجي بمحاذاة مدخل الجامعة ومحطة قطار الطلبة، غير أنها تركت للإهمال والتخريب ولم تدخل مرحلة الاستغلال الفعلي، رغم تأكيد السلطات المحلية على إيفاد لجان لمعاينتها وتوجيه استفسارات للمستفيدين منها وسحبها منهم إن اقتضى الأمر، وهو ما لم يحدث لحد الآن، والأخطر من هذا أن المحلات تحولت إلى مصدر لإزعاج السكان ومكان يجذب للمنحرفين ومدمني المخدرات.شابة هاربة تفضل السجن على الرجوع إلى البيت بعد مراقبة الأماكن المشبوهة على مستوى محول الطريق الشمالي لمدينة باتنة، تلقى عناصر الدورية بلاغا في حدود منتصف الليل بوجود شابة في العشرين من عمرها بمحطة نقل المسافرين الجديدة “أذرار الهارة “، أفادت بأنها هربت من منزل أهلها بعد مشاكل وخلافات عائلية وتوجهت إلى مدينة عنابة قبل عودتها في تلك الليلة، وقد تم الاتصال بوالدها الذي تصادف مجيئه مع وجود عناصر الشرطة رفقة الفتاة، وطلب منها العودة إلى المنزل فرفضت ذلك مطلقا، وطلبت من ضابط الشرطة أخذها إلى السجن بدلا من إرجاعها إلى البيت قبل أن يأمر بأخذها رفقة أبيها نحو المناوبة المركزية لاستكمال إجراءات محضر استلامها. وحسب إحصائيات مصالح الشرطة بباتنة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، فقد تم تسجيل 79 حدثا، أي أقل من 18 سنة، في حالة خطر معنوي، منهم 49 إناثا، كما سجل هروب 7 أحداث، 03 ذكور و04 إناث بسبب المشاكل العائلية والتفكك الأسري. سكير يعتدي على رجال الشرطة بقارورة جعة لم يكن اقتحام الأزقة الضيقة لحي الزمالة وبلاد زدام أمرا سهلا بسبب غياب التهيئة وتداخل الشوارع فيما بينها، غير أن الواجب المهني يفرض على رجال الشرطة القيام بمسح أمني لهذه الأحياء بصفة منتظمة باعتبارها وكرا للانحراف والآفات الاجتماعية بالمدينة، وكثيرا ما يضبط أشخاص في هذين الحيين متلبسين بترويج المخدرات وبيع الخمور انطلاقا من منازلهم “ولا عجب - يقول أحد رجال الشرطة - إن رأيت شخصا يهرع خفية إلى إجراء اتصال عبر الهاتف النقال فور رؤيته لسيارات الشرطة كي يأمر المروجين بالتواري عن الأنظار، و هو ما يصعب كثيرا من مهمة ضبطهم لولا اللجوء إلى الطرق التمويهية من خلال الزي المدني والسيارة العادية”. وأول مجموعة شباب ضبطوا بحي الزمالة في حالة سكر علني واستهلاك للمخدرات رفضوا الامتثال لأوامر رجال الأمن بالتوقف ولاذوا بالفرار عبر الوادي الكبير المار بالحي واستغرقت عملية مطاردتهم قرابة عشر دقائق قبل القبض عليهم، وهم ثلاثة أشخاص، منهم اثنان محل بحث من أجل أحكام غيابية، وقد قام أحدهم برشق رجال الشرطة بقنينة من الجعة ارتطمت بالمرآة العاكسة للسيارة فهشمتها، وأطلق وابلا من الكلام الفاحش في حق رجال الأمن حرر به محضر بإهانة هيئة نظامية وتحطيم أملاك الدولة، وهي مشاهد كثيرا ما تصادف عناصر الشرطة حال تأدية مهامها وتعكس صعوبة العمل. سيوف وخناجر كبيرة بحوزة أشخاص غائبين عن الوعي خلال الليلة الثانية من المداهمات الفجائية التي استمرت إلى ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، ركز الضابط المشرف على الأحياء التي لم تغط في الليلة السابقة وتم التوجه إلى أقرب نقطة من وسط المدينة وهي سوق الخضر بحي برج الغولة، حيث تم بمدخل هذا السوق ضبط شابين في حالة استهلاك وحيازة للمخدرات والحبوب المهلوسة وعدد من زجاجات الخمر، وانسحبت القافلة الأمنية من المكان بعد عملية مراقبة ومعاينة واسعة، حيث أنه وفي الطريق إلى وسط المدينة عبر المدخل الشمالي لفتت أنظار رجال الأمن شاحنة مركونة بشكل غريب في إحدى الزوايا بحي المجزرة، تمت الاستدارة نحوها سريعا مع إعمال المصباح الكاشف حول المكان، ليتبين وجود ثلاثة أشخاص في حالة متقدمة من السكر توضحها الكمية الكبيرة والمتنوعة من الخمور المصفوفة بجانب الشاحنة مع قطع عديدة لأسلحة بيضاء متمثلة في خناجر كبيرة وسيوف ومقبض خشبي غليظ، وضعت بشكل مريب قرب قارورات الخمر، وتم حجز الأشياء مع توقيف الأشخاص الثلاثة والتحفظ على الشاحنة. وأسفرت حصيلة عملية المداهمة بعد التدخلات التي تمت في الليلة الثانية في كل من حي “بارك آفوراج” وحي “لاكومين” بوسط المدينة وبحي شيخي عن توقيف 67 شخصا متورطين في السياقة في حالة سكر والسكر السافر وحيازة واستهلاك المخدرات والحبوب المهلوسة وحمل السلاح الأبيض المحظور، مع حجز 32 زجاجة خمر وعلبة دواء بها سبع كبسولات مهلوسة وعدة قطع صغيرة من المخدرات، إضافة إلى سجائر الكيف. ورغم القدر الكبير من المغامرة والصعوبات التي تكتسيها مهام رجل الأمن، غير أن روح الدعابة لم تغب عن طاقم الشرطة المرافق لنا، وحب المهنة كان جليا على ملامحهم، مع إصرار كبير على مواصلة المجهودات لتطهير المدينة من الانحراف حتى يكون المواطن الباتني أكثر أمنا وسلاما. تورطوا في جرائم المخدرات والقتل والاعتداء على الأملاك بجيجل الدرك الوطني يوقف 14 شخصا أوقفت عناصر الدرك الوطني للمجموعة الولائية بجيجل، خلال الأسبوعين الأخيرين، 14 شخصا متورطين في 9 قضايا، منها حيازة شخص على المخدرات بزيامة منصورية، والقتل العمدي وحيازة أفلام خليعة بالميلية، و5 أشخاص بالعنصر تورطوا في قضية الفعل المخل بالحياء ضد قاصر، وشخصين بتهمة تحطيم ملك الغير بقاوس وغيرها. وقد أمر وكيل الجمهورية بعد عرضهم عليه بمختلف المؤسسات القضائية بإيداع 11 شخصا الحبس المؤقت والإفراج عن 3 آخرين، في انتظار محاكمتهم. ^ ياسين، ب