فشلت النقابات المستقلة لقطاع التربية في تنظيم الجامعات الصيفية لهذا العام، عكس ما عهدته خلال السنوات الماضية، أين كانت تستغلها للاستجمام والتكوين في العمل النقابي وضبط خريطة طريق مطلبية في نفس الوقت، ويعود الأمر الى ضيق فترة موسم الصيف واقتراب شهر رمضان، زيادة إلى قرارات وزارة التربية التي تمنع توفير المخيمات الصيفية للنقابيين، فضلا عن استحالة حجز بعض المرافق العمومية واستغلالها. وجدت العديد من النقابات المستقلة صعوبة شديدة في تنظيم جامعاتها الصيفية، التي كانت تميز نهاية كل موسم دراسي على مستوى إحدى الولايات الساحلية، على غرار المشاكل التي صادفتها التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين، المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمال التربية، حسبما صرح به رئيسها، فرطاقي مراد ل “الفجر”، الذي أكد أنهم فشلوا في إيجاد مكان لعقد جامعتهم الصيفية، على مستوى ولاية جيجل، موضحا “أن كل الجهود المبذولة، لم تمكننا من الوصول إلى الغرض لأسباب عديدة لم يعرف حقيقتها”. وأضاف فرطاقي مراد قائلا “إن مطلب الإقامة هو العائق الرئيسي لعدم تنظيم الجامعة الصيفية لتنسيقية المساعدين التربويين هذا العام”، حيث عجزوا عن إيجاد أحد المرافق العمومية، نظرا لحجز أغلبيتها، منها على سبيل المثال دور الشباب أو الاقامات الجامعية، خصوصا على مستوى الولاية المختارة التي احتضنت هذا العام العديد من التظاهرات الصيفية، إما من طرف أحزاب وطنية، كالنهضة مثلا، أو تنظيمات جامعية. وتفاجأ المتحدث من المشاكل التي تهاطلت عليهم، والتي تسببت في فشل مخططهم، في ظل الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية، والتي صعبت عليهم الأمور أكثر برفضها هذا العام منح مخيمات صيفية للنقابيين، والتي كانت تستغل قبلا لتنظيم الجامعات الصيفية وتخصيصها للتكوين والإعلام والتنظيم النقابي، ما جعل التنسيقية تفكر في إعادة النظر في الأمر واللجوء إلى استدعاء لاجتماع المجلس الوطني خلال الأسبوع الثاني من أوت المقبل ليكون فرصة لتقييم العمل النقابي لهذا العام، وتحديد برنامج عمل للدخول المدرسي المقبل، باعتبار أن مطالبهم لم تحقق بعد. والمشكل ذاته صادف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، حتى وإن كانت هناك أسباب أخرى لا تختلف كثيرا عما تم ذكره سلفا. وقال بوديبة مسعود في الموضوع، إن النقابة لم تنتظر يوما مساعدات الوزارة الوصية لتنظيم أية جامعة صيفية، رغم بعض المضايقات التي حدثت سابقا، ماعدا السنة الماضية، حيث سهلت لهم عملية تنظيمها على مستوى إحدى الثانويات بولاية سكيكدة، مؤكدا بالمناسبة أن كل الجامعات الأخرى كانت عن طريق الأموال الخاصة للنقابة. وبخصوص إلغاء “الكناباست” عقد الجامعة الصيفية هذا العام، أوضح المتحدث بأن السبب الرئيسي راجع إلى ضيق الوقت واقتراب موعد حلول شهر رمضان الكريم، زيادة على صعوبة إيجاد المكان المناسب، وأكثرها أهمية هو أن ممثلي النقابة ومنخرطيها أجمعوا هذه السنة على عدم استعدادهم للمشاركة فيها، باعتبار أن العام الدراسي كان صعبا هذا العام، في محاولة منهم لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن أي مشاكل.