أيد قرار البرلمان الصربي، في جلسة طارئة عقدها أمس، سعي الحكومة لإجراء محادثات في الأممالمتحدة بشأن كوسوفو، في حين أعلن رفضه المطلق لانفصال الإقليم، الذي يعترف به 69 بلدا. وفي هذه الأثناء حث الاتحاد الأوروبي صربيا وكوسوفو على التفاوض. وبعد مناقشات استمرت 12 ساعة متواصلة، في أعقاب قرار محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي بأن إعلان إقليم كوسوفو الاستقلال عن صربيا عام 2008 لم ينتهك القانون الدولي، تبنى البرلمان موقف الحكومة بموافقة 192 عضوا، ورفض 26، وامتناع اثنين عن التصويت، من إجمالي الأعضاء البالغ 250 وبحسب نص المقترح “يعتبر البرلمان أنه من الضروري، من خلال المفاوضات السلمية، التوصل إلى حل دائم ومقبول من الطرفين لمسألة كوسوفو، وفقا لدستور صربيا”. ويضيف المقترح أن “البرلمان يؤكد أن صربيا لن تعترف، صراحة أو ضمنا، باستقلال كوسوفو المعلن من جانب واحد”. من جهة أخرى، أعلن وزير خارجية صربيا، فوك يرميتش، الأحد، أن بلاده ستقوم بتنفيذ استراتيجية جديدة لمواجهة تبعات قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي حول استقلال كوسوفو، الذي أكد الخميس الماضي أن استقلالها عن صربيا في 17 فيفري 2008 يعد قانونيا. وأوضح يرميتش، في تصريح نقلته وسائل الإعلام المحلية، أن الرئيس الصربي سيلجأ إلى إرسال مبعوثين خاصين إلى أكثر من 50 دولة، وذلك في سبيل الحيلولة من قيام تلك الدول بالاعتراف باستقلال كوسوفو، خاصة بعد أن قررت محكمة العدل الدولية الخميس الماضي عدم تعارض استقلال كوسوفو مع القانون الدولي. ولم يخف يرميتش صعوبة موقف صربيا في هذه الأيام، وذلك بسبب تزايد احتمال حصول كوسوفو على اعترافات جديدة من تلك الدول التي ارتأت إرجاء قرارها بالاعتراف بكوسوفو إلى غاية صدور قرار محكمة العدل الدولية، الذي لم يكن في صالح صربيا. موضحا أن “صربيا قد تلجأ أيضا إلى انتهاج استراتيجية جديدة لمواجهة التطورات الجديدة، والتي قد تساعد كوسوفو على تحقيق انجازات جديدة على المسرح السياسي الدولي”. من جهتها طالبت حكومة كوسوفو صربيا بالاعتراف بقرار محكمة العدل الدولية، وقالت إنه لم يبق لبلغراد خيار سوى الاعتراف باستقلال الإقليم، وأنه عليها التخلي عن “تصوراتها غير الواقعية” باستعادة الإقليم إليها. وأكد رئيس حكومة إقليم كوسوفو، هاشم تقي، بعد عودته إلى بريشتينا، أول أمس الأحد، من زيارة للولايات المتحدة، أن أفضل خيار أمام الصرب الآن هو الاعتراف ب”أسرع ما يمكن باستقلال كوسوفو، حتى نتمكن من التعاون المتبادل من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”. ويذكر أن 69 دولة اعترفت حتى الآن بكوسوفو دولة أوروبية مستقلة، من بينهم غالبية أعضاء دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان وتركيا والمملكة العربية السعودية.