عقد الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، والعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس بشار الأسد، قمة في بيروت أول أمس، حيث قام الرئيس السوري بزيارة تاريخية إلى لبنان، شأنها شأن زيارة الملك عبد الله، الذي يعتبر أول ملك سعودي يزور لبنان منذ 1957، وذلك بهدف احتواء التوتر، إثر الحديث عن احتمال توجيه المحكمة الدولية الاتهام إلى عناصر في حزب الله باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الحريري: زيارة العاهل السعودي والرئيس السوري تضفي استقرارا على لبنان وفي بيان مشترك عقب القمة الثلاثية، تمت “إدانة تهويد مدينة القدس والدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد المنطقة العربية لإرباكها بالفتن الطائفية والمذهبية”. ودعا البيان إلى “السعي الحثيث لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط دون إبطاء وضمن مهل محددة على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام”. وأكد القادة العرب تضامنهم مع لبنان في مواجهة تهديدات إسرائيل وخروقاتها اليومية لسيادته، وشددوا على دعم اتفاق الدوحة واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة فئوية أو فردية والاحتكام إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية والى حكومة الوحدة الوطنية لحل الخلافات. كما أشادوا بالتطورات “الايجابية” التي حصلت على الساحة اللبنانية منذ اتفاق الدوحة وأكدوا استمرار نهج التهدئة والحوار وتعزيز الوحدة الوطنية ودرء الأخطار الخارجية. وقال رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، إن الزيارة “تضفي استقرارا كبيرا على هذا البلد بعد التقلبات السياسية الإقليمية”. وأضاف “إنها تأتي في إطار تقوية المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الاقتصادي، وهي تهدف أيضا إلى العمل من أجل المصالحات العربية في وقت تمر به المنطقة بتشنجات إقليمية”. من جهته، اعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، مايكل ويليامز، الزيارة ستكون “مثمرة لاستقرار ومستقبله البلد”، وأكد خلال اجتماعه أمس مع رئيس التيار الوطني الحر، النائب ميشال عون، أن “جهود المسؤولين وفي مقدمتهم الرئيس، ميشال سليمان، وجهود الأصدقاء من الدول المجاورة ستلعب دورا في إيجاد الحلول للوصول إلى الاستقرار في الأشهر المقبلة”. وأشار وليامز إلى أن منح الفلسطينيين حقوقهم لن يكون له علاقة بالتوطين”، مشددا على حق الفلسطينيين في العمل بلبنان. كما أبدى قلقه بشأن التوتر على الساحة المحلية بخصوص موضوع المحكمة الدولية، مؤكدا أن “هناك جهودا تبذل للتخفيف من حدة هذا التوتر”. وتقول المحللة في “مجموعة الأزمات الدولية” سحر الأطرش: “إن الزيارة تهدف إلى احتواء الوضع على الفور”. وأضافت: “إنهما هنا لممارسة نفوذهما على حلفائهما، ومنع حدوث تدهور حقيقي”. وتنامت المخاوف الأسبوع الماضي بعد إعلان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان سيتهم أفرادا في حزب الله. وأكد نصر الله أن حزب الله لن يقبل بهذا الأمر، متهما المحكمة بالتسييس، وبكونها جزءا من مشروع إسرائيلي. ويعتبر محللون أن اتهام عناصر في حزب الله سيوجه ضربة إلى سمعة الحزب وسيزعزع حكومة الحريري. ومن المتوقع أن يلقي العاهل السعودي والأسد بثقلهما لتجنيب البلاد أزمة سياسية أو مواجهات مماثلة لأحداث ماي 2008 التي وضعت البلاد على حافة حرب أهلية جديدة وقتل خلالها نحو 100 شخص. وكتبت صحيفة “النهار” اللبنانية، أن زيارة الملك السعودي والرئيس الأسد تكتسب بظروفها وتوقيتها طابعا عده الكثيرون تاريخيا أو مصيريا من حيث التأثير على مجريات الأزمة المتصاعدة في لبنان على خلفية ملف المحكمة الخاصة في لبنان. ونقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن الدول المعنية بالوضع اللبناني ترصد ما يمكن أن تتمخض عنه هذه القمة، وتعول على قدرة الزعيمين العربيين على إنقاذ الوضع، وإلا فإن خريف لبنان سيكون ساخنا. واعتبرت صحيفة “السفير” أن رسالة القمة مفادها تأكيد حرص سورية والسعودية على استقرار لبنان، وضرورة حمايته بتعزيز التوافق اللبناني الداخلي، ولاسيما في وجه التهديدات الإسرائيلية. أما صحيفة “الأنوار” فكتبت “سيؤرخ للثلاثين من جويلية 2010 أنه كان من الأيام التاريخية التي أعادت وضع لبنان على سكة التوافق العربي الذي يعزز حصانته ومناعته”. وتابعت صحيفة “الأخبار”، المقربة من حزب الله، نتائج الزيارة تحت عنوان: “تفاوض على إلغاء القرار الظني عبد الله خائف على الحكومة والأسد يريد حماية المقاومة ونصر الله يعد للمفاجأة الكبرى”. أمير قطر يصل إلى بيروت لمعاينة إعادة إعمار الجنوب وصل أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أول أمس، إلى بيروت في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام. وينتظر أن يتوجه أمير قطر إلى جنوب لبنان لتفقد مشاريع إعمار الأبنية والمنازل والمرافق في العديد من البلدات التي مولت قطر إعادة بنائها عقب تهدمها بالكامل خلال عدوان جويلية 2006.