شن عمال ميناء عنابة، أول أمس، للمرة الثانية على التوالي، إضرابا شاملا عن العمل تنديدا بالأوضاع المهنية المزرية التي يتخبط فيها نحو ألف عامل ينشطون عبر عدة أرصفة بالميناء، حيث شلت كامل عمليات الشحن وإفراغ البواخر إلى جانب تعطيل عمليات استقبال المسافرين، ما كان وراء فوضى عارمة هزت الميناء عقب رسو باخرة طارق ابن زياد القادمة من فرنسا، والتي كانت تعج بأفراد الجالية الجزائرية وأمتعتهم. وطالب ممثلو الدواكرة، خلال إضرابهم الذي يكون إلى نهاية الأسبوع الفارط قد دخل يومه الثالث بعد شن إضراب متقطع ابتداء من ثلاثاء الأسبوع الفارط، نتيجة العودة للعمل ساعات بعد شل الحركة على الميناء، السلطات الوصية بالاستجابة الفورية لمطالبهم المتمثلة في ضرورة الإسراع بتطبيق اتفاقيات القطاع التي تمنحهم مزايا مالية هامة، إلى جانب إعادة تثبيت نظام العطل التعويضية عن ساعات العمل الإضافية. وتجدر الإشارة إلى أن ممثلي عمال الميناء أكدوا أنهم لن يعودوا للعمل هذه المرة إلا بعد إقرار مطالب أزيد من 1000 عامل، تخبطوا لسنوات في ظروف مهنية صعبة للغاية، تحت وطأة تكاليف معيشية باهظة، ما جعلهم غير قادرين على إعالة أسرهم بالنظر إلى المهام الشاقة التي يمارسونها يوميا في ميناء ولاية عنابة. من جانب آخر، يأتي إضراب عمال ميناء عنابة في الوقت الذي يشهد فيه هذا الأخير حركة بالغة بسبب التوافد الهائل للمغتربين إلى أرض الوطن، ناهيك عن بواخر شحن الحاويات لارتباط الكثير من المجمعات الصناعية الاروبية بمجمعات الصناعة في الجزائر وتحديدا بولاية عنابة، ما كان سببا في اندلاع فوضى حقيقية أفرزها إضراب الدواكرة الذين تبين حقيقة أنهم يحملون الميناء على ظهورهم التي لم تعد تطيق ثقل المهام الموكلة إليها.