تُهدد منظمة “آيباك” الإسرائيلية ذات الجذور الصهيونية - الأمريكية، مصالح منظمة “الأوبك” والجزائر في سوق المحروقات الدولية، وتسعى للسيطرة عليها من خلال تفعيل مخططاتها الاستراتيجية، لاسيما وأنها عرفت نشاطا قويا خلال عهدة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، ما يستدعي تضافر جهود “الأوبك” بقيادة الجزائر لمواجهة هذا الخطر خبراء:آيباك “لوبي” صناعي استراتيجي يصنع قرارات واشنطن الاقتصادية يقول خبراء الاقتصاد إن الجزائر التي لا تجمعها علاقات رسمية مع إسرائيل، يجب أن تتحرك مع منظمة الدول المصدرة للنفط “الأوبك”، لاسيما وأن هذه الدول قد استجابت لمطالب الجزائر، في عهد الرئيس الأسبق للمنظمة، شكيب خليل، فيما يتعلق بتخفيض الإنتاج اليومي وتسقيفه، ما يعني تأثير الجزائر في قرارات المنظمة، ولو أن الاستجابة كانت نسبية، إلا أن تهديدات منظمة الشؤون العامة الصهيونية - الأمريكية “آيباك”، تتطلب يقظة وتكتلا موحدا لدول “الأوبك” لمواجهة الاستراتيجية الإسرائيلية، القائمة على أدلجة العداء والصراع بين دول المنظمة، ضمن مخططات الدفاع القومي عن المصالح الخارجية، وهي في الحقيقة تحافظ على الأمن الأمريكي وتساهم في تنمية الدولة العبرية على حساب دول العالم، والعرب على وجه الخصوص. وقد ساندها كثيرا التيار الأمريكي المحافظ، لاسيما في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن. ولم تتوقف نشاطاتها عند التهديد في مجال النفط، بل تعدت إلى مختلف الصناعات، والصناعات الحربية، لضمان عائدات تجارية ضخمة تسمح لها بالتحرك في عز الأزمة العالمية. دول الخليج تدعمها بشكل غير مباشر وتتضرر منها فيما بعد ويرى الدكتور عبد الغني عماد وهو أستاذ في الجامعة اللبنانية، حسب ما أوردته وسائل إعلام عربية، أن هناك مؤسسات ضخمة تُعنى بالفكر الصناعي الاستراتيجي، وبتحويله إلى خرائط وبرامج وأولويات تسمى مؤسسة دبابات الفكر “ثينك ثانكس”، هي نِتاج التحالف بين الفكر والسلاح بواشنطن، تمثل قوة ضاغطة وفاعلة، ويتم تمويلها من كبريات شركات العولمة والبنوك الأمريكية. وتشير الدراسات إلى تحذيرات الرئيس الأمريكي السابق، الجنرال دوايت إيزنهاور، عام 1962، من خطورة مثل هذه المنظمات على الاقتصاد الأمريكي، لكنها سرعان ما تحولت إلى خير حليف لها بعد أن منحها مجلس الكونغرس الضوء الأخضر، وأصبحت تسيطر على 30 بالمائة من قرارات البيت الأبيض، وتقول كلمتها في مختلف القطاعات الحيوية، وقد تكون وراء خيار استخدام الطاقات المتجددة في الصناعات بدل المحروقات، لإسقاط هيمنة منظمة “الأوبك”، وإخضاع دولها منها الجزائر للتبعية الأمريكية في هذا المجال، بالرغم من أن منظمة “آيباك” تتحكم بشكل غير مباشر في سوق النفط عن طريق الشركات العالمية الكبرى. والأكثر من هذا كله، تتدعم هذه المنظمة بأموال البنوك والمصارف الأمريكية. هذه البنوك التي تضم في أغلبها أموال دول الخليج وكبار رجال الأعمال العرب، وبالتالي فهي تحارب “الأوبك” بسلاح أعضائها. “لوبيات” العرب بأمريكا فاشلة اقتصاديا وتوضح الدراسات أن العرب حاضرون بقوة في واشنطن، ولكن حضورهم مشتت تماما كما هو وضعهم على خارطة الوطن العربي الكبير. ففي الولاياتالمتحدة هناك “لوبيات” عربية من أهمها “اللوبي” السعودي و”اللوبي” المصري والكويتي واللبناني، وكذا الفلسطيني. فهذه الأطراف تضغط ماليا لصناعة القرارات اقتصاديا، وذلك بإيداعها الملايير من الدولارات، هي مركونة في المصارف الأمريكية، وهو حال “لوبيات” بعض دول الخليج، لكنها تنشط من غير تنسيق عربي - عربي، بل تخضع للمقترحات والخيارات الأمريكية، والتي تمثل “آيباك” 30 بالمائة منها. وقد أدى تشتت مصالح العرب إلى إضعاف تأثيرها في القرار الأمريكي. ويرى الخبراء أن العرب ملزمون بتوحيد كيانهم الاقتصادي تحت “لوبي” قوي، ينطلق من توحيد الجهود داخل الوطن العربي، ومن ثمة التفكير في التوحد خارج الديار العربية.