أكدت دراسة ميدانية بأنه كلما ارتفع مقدار حفظ القرآن الكريم ارتفع مستوى الصحة النفسية. وتكوّنت عينة الدراسة التي أجراها الدكتور صالح بن إبراهيم الصنيع، أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، من مجموعتين: مجموعة طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً. ومجموعة طلاب وطالبات معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً. وقد حدد الباحث تعريف الصحة النفسية بأنها: الحالة التي يتم فيها التوافق النفسي للفرد من خلال أربعة أبعاد رئيسة هي: البعد الديني أو الروحي والبعد النفسي والبعد الاجتماعي والبعد الجسمي. ولقياسها استخدم الباحث مقياس الصحة النفسية من إعداد سليمان الدويرعات، وهو مكون من 60 عبارة وحصل على معامل ثبات وصدق جيدة. وتوصّلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين ارتفاع مقدار الحفظ وارتفاع مستوى الصحة النفسية لدى عينتي الدراسة. وأن طلاب وطالبات المعهد (والذين يفوقون نظراءهم من طلاب وطالبات الجامعة في مقدار الحفظ) كانوا أعلى منهم في مستوى الصحة النفسية بفروق دالة إحصائياً. ولم توجد فروق في مستوى الصحة النفسية لدى عينات الدراسة يمكن أن تعزى لمتغيرات الجنس أو الجنسية أو العمر أو المستوى الدراسي. وهذه النتيجة تتفق مع ما خرجت به .. نتائج الدراسات السابقة، في الأثر الإيجابي لارتفاع الإيمان (الذي أساسه القرآن الكريم) على ارتفاع مستوى الصحة النفسية. فقد أكدت 70 دراسة حول علاقة الدين والتدين بمظاهر الصحة النفسية أو اختلالات الصحة النفسية، منها 28 دراسة أجنبية و24 دراسة عربية و18 دراسة محلية الارتباط الإيجابي بين التدين ومظاهر الصحة النفسية، وارتباط سلبي بين التدين ومظاهر اختلال الصحة النفسية. وبيّنت الدراسة أنه قد جاء من ضمن توصيات اللقاء السنوي الثالث للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (التوصية الحادية عشرة) وهي: أن يكون القرآن محوراً أساسياً في مناهج وبرامج رياض الأطفال صيانة لفطرة الطفل ورعاية لنموه الخلقي والعقلي والجسمي واللغوي وغيرها.