قال ابن عباس: لمّا شبّ إسماعيل تزوّج امرأة من جرهم، فجاء إبراهيم فلم يجد إسماعيل، فسأل عنه امرأته فقالت: خرج يبتغي لنا. ثم سألها عن عيشهم فقالت: نحن بشر في ضيق وشدّة، وشكت إليه، فقال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغيّر عتبة بابه. فلما جاء أخبرته فقال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. تواضع المعتصم عبر المعتصم - الخليفة العباسي - من مدينة سر من رأى (سامراء) من الجانب الغربي وذلك في يوم مطير، وقد تبع ذلك ليلة مطيرة، وانفرد من أصحابه، وإذا حمار قد زلق ورمى بما عليه من الشوك، وهو الشوك الذي توقد به التنانير بالعراق، وصاحبه شيخ ضعيف واقف ينتظر إنساناً يمر فيعينه على حمله. فوقف عليه، وقال: ما لك يا شيخ ؟ قال: فديتك ! حماري وقع عنه هذا الحمل، وقد بقيت أنتظر إنساناً يعينني على حمله، فذهب المعتصم ليخرج الحمار من الطين، فقال الشيخ: جعلت فداك ! تفسد ثيابك هذه وطيبك الذي أشمه من أجل حماري هذا ؟ قال: لا عليك، فنزل واحتمل الحمار بيد واحدة وأخرجه من الطين، فبهت الشيخ وجعل ينظر إليه ويتعجب منه، ويترك الشغل بحماره، ثم شد عنان فرسه في وسطه، وأهوى إلى الشوك وهو حزمتان فحملهما فوضعهما على الحمار، ثم دنا من غدير فغسل يديه واستوى على فرسه، فقال الشيخ: رضي الله عنك، فديتك يا شاب! وأقبلت الخيول، فقال لبعض خاصته: أعط هذا الشيخ أربعة آلاف درهم، وكن معه حتى تجاوز به أصحاب المسالح - مواضع - وتبلغ به قريته. فضل قراءة القرآن عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ص يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لصاحبه" (رواه مسلم). وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله (ص): "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخاري). وعن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي (ص) قالك "يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح). كثر القائلون وقل الفاعلون وعظ رجل الخليفة المأمون العباسي فأصغى إليه منصتاً: فلما فرغ قال: قد سمع موعظتك، فأسأل الله عز وجل أن ينفعنا بها وبما علمنا.. غير أننا أحوج إلى المعاونة بأفعال منا إلى المعاونة بالمقال، فقد كثر القائلون وقلّ الفاعلون.