استدعى قاضي التحقيق بمحكمة الحجار، أمس، الأمين العام لنقابة أرسيلور ميتال إسماعيل قوادرية، للاستماع إلى أقواله بخصوص الاعتداء الذي تعرض له أعضاء يحسبون عليه، من قبل آخرين ينتمون للجنة المساهمة، على خلفية تطور خلافات نقابية إلى اصطدامات أفرزت وقوع جرحى وتحطيم أربع سيارات يستعملها أعضاء المجلس النقابي، الأربعاء الفارط، كما ندد عضوان من الاتحاد الولائي لسيدي عمار، أول أمس، بالاعتداء عليهم بمركب أرسيلور ميتال، عندما كانوا بصدد تنفيذ مهمة كلفوا بها من قبل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث حاصرتهم جماعة من أشخاص مرفقين بأعضاء لجنة المساهمة، ووجهت لهم تهديدات وشتائم علنية. وإثر هذه الحادثة تم توجيه بيان بالواقعة للإدارة الفرنسية، حيث تمت مطالبتها بتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية داخل المركب. يذكر أن تراكم الخلافات بدأت بوادره منذ إعلان إسماعيل قوادرية إضراب شهر جوان الذي لم يستغرق سوى ثلاثة أيام، وفي عز الأزمة التي تعيشها النقابة مع الإدارة الفرنسية، خرج أعضاء لجنة المساهمة كمعارضين لما يقوم به قوادرية مطالبين إياه بالعدول عن فكرة الإضراب، ليتطور الأمر إلى إعلانه حل المجلس النقابي بعد اجتياز أزمة الإضراب، إلا أنه تراجع عن ذلك بطلب من العمال، لتبقى الأمور على ما هي عليه ظاهريا، غير أن هوة الخلافات زادت اتساعا وكانت وراء وقوع جريحين وتحطيم أربع سيارات خلال مناوشات بين أنصار قوادرية وأعضاء لجنة المساهمة، وقد قام إثرها قوادرية بإيداع شكوى أمام القضاء الاستعجالي للفصل في القضية، علما أن الإدارة الفرنسية المعروفة بمعارضتها الشديدة لمواقفه بخصوص العمال وحقوقهم، أصدرت قرارا يمنع دخوله للمركب، وعقب ذلك تهاطلت بيانات التنديد من أمانة الاتحاد الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى جانب الاتحاد المحلي لسيدي عمار، اللذين اعتبرا هذا القرار مساسا بمكانة نقابة المؤسسة، والخروج عن كل القوانين المعمول بها في هذا المجال. من جانب آخر حمّل البيانان الإدارة الفرنسية مسؤولية الوضع الخطير بمركب أرسيلور ميتال، باعتبارها المسؤول الأول عن توفير الجو المناسب للتفاوض والحماية اللازمة التي يكفلها القانون لممثلي العمال الشرعيين، كما تجدر الإشارة إلى أن الشرخ الذي حصل في نقابة مؤسسة أرسيلور ميتال نجم عنه تعالي عدة أصوات من داخل المركب تطالب برحيل إسماعيل قوادرية الذي سبق له وأن استقال من منصبه، وطالب بعودته عمال المركب ليظهر الموالون لأعضاء لجنة المساهمة ويطالبون بتنحية قوادرية الذي أكد أنه يقود مفاوضات الزيادة في أجور العمال مع الإدارة الفرنسية وفقا لقرارات الثلاثية بكل نجاح، مضيفا أنه لن يعطي الفرصة لبعض من تقاضوا أجور تكسير النقابة كي يساهموا في خراب أرسيلور ميتال الذي يكون بهذه الصفة قد دخل في دوامة المراكز النقابية والنفوذ والأموال، التي سبق وأن كانت وراء سجن أعضاء لجنة المساهمة السابقين.