أفرز الصراع النقابي الدائر بين أعضاء لجنة المساهمة بمركب أرسيلور ميتال وأعضاء المجلس النقابي برئاسة إسماعيل قوادرية، اقتراح الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريينَ، الطيب حمارنية، سحب الثقة من أمين الاتحاد المحلي لسيدي عمار، اثر اجتماع تم عقده نهاية الأسبوع الفارط بمقر الأمانة الولائية، وتنصيب آخر بدله بإمكانه التحكم في آليات العمل النقابي وتسيير الخلافات التي تكون إلى ليلة أول أمس قد وصلت إلى الدروة من خلال أمر مديرية أرسيلور ميتال بفصل 6 أعوان أمن عن مهامهم ما دفعهم إلى الاحتجاج عن طريق الدخول في إضرب مفتوح عن الطعام. وقد ساند أعضاء لجنة المساهمة المضربين عن طريق الدخول معهم في إضرابهم عن الطعام أمام بوابة المركب الرئيسية، في انتظار رد فعلهم حول اقتراح تنحية الأمين المحلي، بهذه الصفة تكون حالة التشنج في الصف النقابي لمركب أرسيلور ميتال قد بلغت مستويات خطيرة، بعدما تراكمت الخلافات حول تسيير أموال اشتراكات العمال بصندوق لجنة المساهمة، بين أعضاء هذه الأخيرة وقوادرية مدعوما بأتباعه، حيث خرج الصراع من دائرة الحوار ليصل إلى حد ارتكاب اعتداءات باستعمال أسلحة بيضاء في حق أتباع إسماعيل قوادرية الذين أصيب أربعة منهم بجروح متفاوتة الخطورة. وإثر الحادثة التي تكون بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، تم نقل القضية إلى أروقة العدالة للفصل فيها، ما يعني وصول الانشقاق النقابي إلى مرحلة التعفن بعدما تمكن هؤلاء النقابيون متحدين السنة الفارطة من تحقيق مكاسب الزيادة في الأجور وتنظيم سلم العلاوات، إلى جانب الإقرار بالكثير من حقوق العمال التي لم تكن الإدارة الفرنسية تعيرها أي اهتمام، مثل الألبسة وضرورة وجود حمامات بالمركب لصالح قرابة 6000 عامل يزاولون مهام خطيرة بورشات المركب، غير أن الاتفاق حول برنامج عمل موحد وكلمة واحدة لصالح العمال سبب خروج أعضاء لجنة المساهمة عن الطريق، بعدما كانوا قد طالبوا بصلاحيات تسيير أموال اشتراكات العمال وفق منظورهم دون تدخل أي طرف نقابي آخر. ما كان وراء اشتعال نيران الخلافات التي لم يتمكن قوادرية من إخمادها وهو الذي يطمح إلى الدخول في مفاوضات جدية شهر سبتمبر مع الإدارة الفرنسية حول إقرار الزيادة في الأجور، حسب ما أفرزه اجتماع الثلاثية إلى جانب إعادة النطر في علاوات العمال. وأمام هذه العوائق، التي يرى الكثير أنها مفتعلة لتعطيل ملف التفاوض مع الإدارة الفرنسية، يبقى على أعضاء المجلس النقابي التفكير جديا في حل ينهي حالة الصراع الدامي مع أعضاء لجنة المساهمة، الذين يبدو أنهم عاقدون العزم على عدم التنازل عن محاولات زحزحة قوادرية من منصبه النقابي، عن طريق المطالبة بمباشرة تحقيقات حول ما يحدث بمركب الحجار.