نجحت شبيبة القبائل في تأكيد تفوق الكرة الجزائرية على نظيرتها المصرية بعد نجاحها في كبح جماح نادي القرن الأهلي بقواعده وأمام زهاء 85 ألف من أنصاره في ستاد ناصر وملايين المتتبعين عبر التلفزيون والذين وقفوا على حقيقة واحدة وهي أن الشياطين الحمر يتواجدون فعلا في أسوإ أيامهم وأن أسود جرجرة في فورمة تسمح لهم بالوقوف الند للند أمام أي فريق... ظروف عسيرة وإرادة كبيرة رغم أن شبيبة القبائل هي سفيرة الكرة الجزائرية الأولى في مختلف البطولات، إلا أنها بتشكيلتها الحالية الشابة والمفتقرة للخبرة تمكّنت من الصمود بفضل إرادة لاعبيها وإصرارهم على التألق في هذه المنافسة بالذات ليكونوا أول فريق يضمن مروره للمربع الذهبي في الدورة الحالية وثاني فريق جزائري يصل للدور نصف النهائي في دوري أبطال إفريقيا بعد اتحاد العاصمة عام 2003 والعاقبة لوفاق سطيف في المجموعة الأولى للبطولة الحالية. كوفي كوجيا يعود من القاهرة ذكّر الحكم الزامبي ويلينجتون كواما الجزائريين الذين تابعوا المباراة على أعصابهم بالبنيني كوفي كوجيا، خاصة مع بداية استعماله للغة البطاقات يحيى شريف (د8)، كوليبالي (د14)، نايلي (د34) وبدا أنه سيطرد لاعبا جزائريا خلال الشوط الثاني، لكنه كان أسرع من ذلك بكثير وطرد يحيى شريف (د40) بنفس طريقة طرد حليش في نهائيات كأس افريقيا الأخيرة بأنغولا. وفي المرحلة الثانية اكتفى هذا الحكم ببطاقة صفراء مجانية ضد رماش بعد 4 دقائق لا أكثر من دخوله مكان تجّار في الدقيقة 66 والخاتمة كانت بنساخ في اللحظات الأخيرة التي طالت لكون الحكم احتسب 4 دقائق كوقت بديل، لكنه أضاف أكثر من دقيقتين على الوقت الذي حدده هو بعد أن اقتنع بأن عواجيز الأهلي لم يعد لهم أي نفس لتحقيق الفوز. يحيى شريف ضحية حكم سخيف كان بامكان يحيى شريف التألق في هذه المباراة وخطف الأضواء بتفجير إمكانياته، لكنه لم يدخل كما ينبغي في اللقاء. غير أن ما حدث له في مواجهة النادي الإفريقي التونسي تكرر في القاهرة، حيث نال مرة أخرى بطاقة حمراء ولو أنها أول أمس كانت قاسية جدا لكون البطاقة الصفراء الأولى كانت مجانية لأبعد الحدود وباعتراف الفراعنة لكن الحكم كان له رأي آخر...؟ تجّار على خطى عنتر يحيى ما يزيد من حسرة الفراعنة في هذا اللقاء هو أن الأهداف الجزائرية تكون دوما رائعة، فبعد القذفة المدفعية لعنتر يحيى التي دكّ بها شباك المصريين في أم درمان، تمكن سعد تجّار من تسجيل هدف بقذفة مدفعية جديدة، حيث نفذ مخالفة مباشرة من بعد 25 متر صدها الجدار وارتدت إليه ليضعها بروعة في شباك الأهلاوية ويحبس أنفاس الفراعنة الذين لم يصدقوا ما فعله لاعب يبلغ من العمر 24 سنة فقط (تجّار من مواليد 14 جانفي 1986) وهو يتهكم عليهم ويرقص فرحا بأهم هدف في مسيرته لحد الآن. الشبيبة فريق المناسبات الكبيرة أكد أسود جرجرة أنهم فريق المناسبات الكبيرة وأن ما كان يكرره حناشي بكون فريقه الحالي وصل لمرحلة استعادة مجده القاري لم يكن مجرد كلام وأنه كان على حق وما تحقيقه لما عجزت عنه كل الأندية المشاركة بضمان تأهله قبل الأوان إلا دليل على أن أيام ”الجامبو جات راهي ولات”. تأهلها كان من أم الدنيا الأجمل من كل هذا أن شبيبة القبائل قد تأهلت على حساب أحسن الأندية المصرية، فالأهلي هو العمود الفقري للمنتخب المصري وكما أن الإسماعيلي لا يمكن الاستهانة به لكنهما عجزا أمام شبيبة القبائل التي حصدت أمامهما فقط 7 نقاط كاملة وستستقبل الدراويش في الجولة القادمة مما يعني أن تأهلها كان على حساب الفراعنة. التفكير في المربع الذهبي يبدأ من الآن بتأهلها للمربع الذهبي تكون الشبيبة أحسن من غيرها وعليها استغلال هذا السبق لمواصلة حصد التألقات بالتفكير من الآن في الدور القادم والذي ستكون فيه الأمور أصعب خاصة وأن كل شيء سيلعب في مباراتين فقط. لكن لعب مواجهة العودة داخل القواعد سيجعل الجياسكا في أحسن رواق لمواصلة الأحلام. الأهلي فريق الأقوال لا الأفعال لكل بداية نهاية والأهلي المصري المثخن بالكهول بدا عاجزا في المسابقة الإفريقية الحالية منذ انطلاقتها، بدليل خسارته في أول مباراة في زيمبابوي ضد المدفعجية خلال الدور الأول وفي الدور الثاني خسر أمام الاتحاد الليبي بهدفين نظيفين ولولا ”الحظ” - حتى لا نقول أشياء أخرى وأولها لعبه دوما مواجهات العودة بقواعده - لما وصل لدور المجموعات، لكونه فاز على الاتحاد الليبي في مباراة كان الحكم العاجي دوي نومانديز ديسيري بطلها بعد أن ساهم في تسجيل ثلاثة أهداف للأهلي آخرها كان في الدقيقة 93...وقبل مواجهة الجياسكا تشدّق لاعبو الأهلي كثيرا لدرجة أن الصغير جدو توعّد بتسجيل رباعية وهي نتيجة لم يتمكّن الأهلي بكل نجومه تسجيل نصفها لكونهم حققوا حتى الآن فوزا يتيما، وأكثر من ذلك مشبوها وضد جارهم الإسماعيلي لكون في لقطة الهدف الذي سجل في الوقت بدل الضائع ”كالعادة” ارتكب العجوز أحمد حسن خطأ شنيعا مما جعل لاعبي الدراويش يتوقفون عن اللعب ظنا أن الحكم سيعلن مخالفة، لكن وائل جمعة استغل الفرصة وسجل الهدف الثاني وكل هذا يثبت أن الفريق الأول في مصر فريق أقوال لا أفعال... الشبيبة كانت الأفضل في كل شيء بالعودة لمجريات المباراة يمكن القول ودون أي مغالاة إن الشبيبة كانت أكثر تحكما في أطوارها حتى بعد طرد يحيى شريف، فالتعداد الناقص لم يثن من عزيمة القبائل الذين كانوا أسودا فوق الميدان وفضحوا الأهلي أمام 85 ألف من أنصاره الذين لم يجدوا سوى تعليق فشلهم على مشجب تواضع مدربهم حسام البدري. غيغر تفوق على البدري نجاح الشبيبة في التألق بملعب القاهرة يعود الفضل فيه بدرجة كبيرة للمدرب السويسري آلان غيغر، الذي درس جيدا الفراعنة وعرف كيف يشل خطة نظيره حسام البدري حتى وفريقه ناقص عدديا لكن الانضباط التكتيكي وإرادة اللاعبين حول عمالقة الأهلي إلى أقزام... أسود جرجرة افترسوا الفراعنة 3 مرات في 42 يوما من يوم الأحد 18 جويلية 2010 إلى الأحد 29 أوت 2010 فترة تقدر ب42 يوما وخلالها لعب أسود جرجرة مع الفراعنة 3 مرات الأولى كانت ضد الإسماعيلي وفيها حبس الشاب الصغير بلكالام السعيد المولود في غرة جانفي 1989 فقط أنفاس الدارويش برأسية قاتلة حاول الفراعنة المرور عليها مرور الكرام بعد تمرير الإسفنجة بواسطة الأهلي، الذي يعج بمن يرونهم نجوما لكون أغلبهم يلعب في منتخب أم الدنيا، لكن لاعبا أصغر من بلكالام وهو زيتي المولود بتاريخ 19 أفريل 1990 سبق الريح وكل مدافعي الأهلي وأودع الكرة في شباكهم ومنح فريقه 3 نقاط غالية. وأول أمس جاء دور تجّار ساعد، المولود بتاريخ 14 جانفي 1986 ليؤكد تفوق الجزائر على مصر وأنهما كلما التقيا في مجموعة واحدة كانت الصدارة للجزائريين والملاحقة للمصريين وهذا أمر لا يقتصر على الأندية بل يمتد حتى في منافسة المنتخبين، وما لهث شحاتة وراء سعدان في تصفيات 2010 إلا دليل على ذلك. كما أن المنتخبين التقيا مرتين في مجموعة واحدة بنهائيات كأس إفريقيا خلال دورتي 1990 و2004 وكانت الغلبة دوما للجزائر التي هي العقدة الأبدية لمصر. شعبان عبد القادر ممثل الفاف ”لا داعي لتضخيم أخطاء التحكيم” أشكر اللاعبين على أدائهم الرجولي، حيث تألقوا بشكل لافت رغم صعوبة اللقاء وأدخلوا الفرحة إلى قلوب كل الجزائريين. وأشكر المسيرين ورئيس الفريق الذين حفزوا اللاعبين. كما أشيد بدور الطاقم الفني الذي اعتمد خطة مكّنته من سد كل الثغرات وصد هجمات الفريق المنافس. بالنسبة للتحكيم هناك أخطاء ولكن لا داعي للتضخيم. آلان غيغر ”المهم أننا حققنا نتيجة جيدة” كان مدرب شبيبة القبائل، آلان غيغر، سعيدا في نهاية مباراة الأهلي المصري أمام الكناري، لأنه حقق الهدف المسطر. وصرح لواج عقب اللقاء”أنا سعيد جدا بهذه النتيجة وأعتبر أن الهدف كان هو الحصول على نقطة واحدة لضمان التأهل وقد تحقق ذلك رغم صعوبة اللقاء وسوء التحكيم الذي حرم الشبيبة من ضربتي جزاء واضحتين والثالثة عوض الاعتراف بها قام الحكم بطرد لاعب الشبيبة بعد تلقيه إنذار ثان. والآن يجب تشجيع هذا الفريق الشاب الذي بذل جهدا كبيرا ودافع بشجاعة عن الكرة والقيم الجزائرية. وأعتبر فوزنا جديرا مستحقا وجاء ثمرة جهد وعمل كبير وأيضا بفضل عزيمة اللاعبين وإرادتهم. وقد شاهدتم تألق الحارس خاصة في الثواني الأخيرة من اللقاء. وإن كنا قد تعرضنا للضغط من جانب المنافس، فإنه لا يمكن أن نقدم أكثر مما قدمنا أمام حكم ضعيف. المهم بالنسبة لنا هي تحقيق نتيجة جيدة” . محمد شريف حناشي رئيس الشبيبة ”سنعمل الآن على التحضير للقاء القادم” اعتبر رئيس شبيبة القبائل أن كل الاستحقاق في التأهل الى نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا يعود للاعبين الذين أدوا ما عليهم. مضيفا في تصريح لواج” الفرحة التي تظهر على وجوه اللاعبين تؤكد أن الشبيبة أدت مباراة بطولية وتأهلنا الى الدور نصف نهائي رغم تحكيم فاضح وأبقى فاخورا بأداء فريقي الذي قدم وجها مشرفا رغم أنه كان منقوصا من خدمات يحيى شريف. ونحن الآن سنعمل على التحضير للقاء القادم”. أحمد حسن كبير في السن صغير في التصرفات مرة أخرى يثبت أحمد حسن عدوانيته خاصة ضد الجزائريين، فبعد أن ساهم في شحن أنصار منتخب بلاده قبل مواجهة المنتخبين الجزائري والمصري في القاهرة حين ظل يطل عبر فضائيات الفتنة ويؤكد نيابة عن زملائه اللاعبين عدم اتفاقهم مع تخصيص وردة لكل لاعب جزائري قبل أن تسفك دماء حليش، لموشية... وغيرهما، حاول، أول أمس، عبثا أن ينال تقدير أبناء بلده بطريقته الخاصة بعد أن عجز عن ذلك ميدانيا بمحاولة الاعتداء على بعض لاعبي الشبيبة الشبان حتى يظهر في صورة البطل رغم أننا لم ولن ننسى أنه يمارس هواية النعامة كلما حل بالجزائر... عمارة دويشر ”التأهل من مصر له نكهة خاصة” كنا ندرك تماما أن المقابلة ستكون صعبة جدا بالنسبة للفريقين، لهذا أوجه التهاني لكل اللاعبين الذين بذلوا جهودا كبيرة لتحقيق هذه النتيجة الطيبة.وأقول إن عامل التحفيز هو الذي شجعنا على تقديم مقابلة جيدة وأن التأهل من مصر للدور النصف نهائي له مذاق خاص.