لاشك أن الحرائق التي ألهبت غابات بجاية مند بداية الصائفة، والتي أتلفت أكثر من 2162 هكتار من الثروة الغابية، هي حصيلة مخيفة مقارنة بالسنة الماضية، أين تسببت الحرائق في إتلاف 1850 هكتار، حسب مصادر من الحماية المدنية. وتعتبر المساحات المشجرة والغابية الأكثر تضررا، حيث تعدت الخسائر التي لحقتها 800 هكتار، الأمر الذي يدعو إلى دق ناقوس الخطر، خاصة بعد تخوف الفلاحين من احتمال أن يكون موسم جني الزيتون هذه السنة كارثيا، وتدهور مستقبل هذه الثروة الإقتصادية في غضون السنوات المقبلة إذا استمرت الحرائق في إتلاف المئات من الأشجار التي تشكل هذه الثروة الهامة. الخسائر التي تكبدتها ولاية بجاية في أشجار الزيتون، منذ بداية موسم الإصطياف جراء الحرائق، والتي اجتاحت بلديات بني معوش، صدوق، توجة، سوق الاثنين، تامريجت، درقينة، خراطة، وأكفادو، وبعدما قدر عددها بالآلاف دفع ببعض المصادر من الغرفة الفلاحية إلى التأكيد على أن الولاية ستفقد 50 ألف هكتار المشكلة للثروة خلال ثلاث سنوات في حالة استمرار الوضع على حاله وتواصل غياب استراتجية وطنية لحماية هذه الثروة. ففي بلديتي درقينة وسوق الاثنين وحدها، التهمت النيران هذه السنة مئات الهكتارات من الغابات والمساحات الزراعية، وقدرت المصالح الفلاحية للولاية الخسائر التي تكبدتها من الأشجار المثمرة بحوالي خمسة آلاف وحدة ثلثها يمثل أشجار الزيتون. كما فقد الفلاحون في بلديات توجة، صدوق وبني جليل وأكفادو، الآلاف من أشجار الزيتون التي تحولت جلها إلى رماد. هذا الوضع دفع العديد من السكان في العديد من المناطق إلى العزوف عن الإستمرار في نشاطهم، أما البعض الآخر فلجأ إلي تأمين أشجاره في صناديق التأمين التي غالبا ما لا تعوض لهم الخسائر التي يتكبدونها، ليبقى الجميع ينتظر سياسة وطنية لمكافحة الحرائق والحد من هذه الخسائر الجسيمة.