وأخيرا، انتهت المعضلة، وبعثت “الفاف” بدخانها الأبيض معلنة نهاية المداولات والأخذ والرد بشأن تعيين مدربا للفريق الوطني، خلفا للمدرب رابح سعدان، الذي استقال منذ عشرة أيام من على رأس العارضة الفنية للفريق. لا أعرف الكثير شخصيا عن عبد الحق بن شيخة، لكن الأوساط الرياضية تتفاءل خيرا من وراء هذا التعيين، فالرجل عُرف بانضباطه إلى درجة أنه لقب بالجنرال، ثم إنه حاصل على شهادات تؤهله لهذا المنصب، بالإضافة إلى عامل السن.. فهو شاب متكون، وذو مستوى عال في تقنيات التدريب، وهذا ما يساعده على الصمود ورفع التحديات. ثم إن تجربته في تدريب الفريق الوطني للمحليين والنجاح الذي حققه على رأسه، تجعله أحسن الأسماء المقترحة لخلافة سعدان، وطنيا ودوليا. كما للرجل تجربته الكبيرة والرائعة مع النادي الإفريقي التونسي. ومع ذلك نبقى حذرين، لأن منصب المدرب الوطني محفوف بالمخاطر، لكثرة الأطراف التي تتدخل في صلاحياته، ولكثرة الضغوطات التي تمارس على المدرب الوطني، مثلما حدث مع سابقه، ومثلما يحدث في كل مرة. ونبقى حذرين أيضا لأن الفريق الوطني الناجح ليس مهمة المدرب وحده، وإنما هي مهمة اللاعبين أيضا، ومهمة المحيط الملائم والإمكانيات المتاحة.. والدولة في الحقيقة منحت كل الإمكانيات للفريق الوطني قبل وبعد تأهله للمونديال، ولم تبخل بالمال و الدعم المادي والمعنوي، لكن النتيجة كانت أقل مما كان منتظرا. الأكيد أن بن شيخة يعرف جيدا نقائص الفريق، وسيعمل حتما على تجاوزها، ويحرص على الأقل على ألا يعود الفريق إلى مستوى سنوات التسعينيات، أين غابت الكرة الجزائرية نهائيا عن المحافل الدولية، بفعل الأزمة الأمنية والإقتصادية.. وهو أول تحد سيواجهه خليفة سعدان، والتحدي الأكبر هو تحقيق نتائج أفضل، والذهاب بالفريق الوطني إلى أبعد ما ذهب إليه سعدان، لأن كل الظروف مواتية لتحقيق ذلك.. شرط ألا يسقط في الأخطاء التي اقترفها سعدان، ويفتح الباب لتجاوزات اللاعبين واستهتارهم بقرارات المدرب. لم يبق على موعد الكأس الإفريقية الكثير، بل نحن الآن في خضم التصفيات، ونتمنى أن لا يرد بن شيخة على تساؤلات المتابعين، مثلما كان يحلو لسعدان قوله “إن كأس إفريقيا ليس هدفنا، هدفنا بناء فريق وطني”، أرجو أن نكون قد تجاوزنا هذه المرحلة بعد كل التجارب التي مررنا بها، وأن يكون طموحنا الفوز، والفوز فقط!!