أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، للمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أن ما تطالب به سوريا من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط ليس تنازلات تقدمها اسرائيل بل "أرضا مغتصبة" يجب أن تعود بالكامل الى أصحابها الشرعيين. ونقل بيان رئاسي سوري تأكيد الاسد خلال استقباله لميتشل الخميس في العاصمة السورية "أن ما تطالب به سوريا من أجل تحقيق السلام ليس تنازلات تقدمها إسرائيل بل أرض مغتصبة يجب أن تعود بالكامل لاصحابها الشرعيين، مشددا على أن السلام لا يمكن أن يكون راسخا ودائما ما لم يكن عادلا يعيد الحقوق كاملة الى أصحابها". ويشير الاسد الى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها في الثمانينيات في إجراء أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنه باطل. وشدد الرئيس السوري على تمسك بلاده بخيار السلام كونه السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار الشرق الاوسط، مشيرا الى أن استئناف مفاوضات السلام يتطلب وضع أسس واضحة وضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. من جهته، وصف المبعوث الامريكي محادثاته مع الرئيس الاسد في دمشق بأنها مفيدة جدا. وقال ميتشل خلال زيارته الرابعة لدمشق منذ توليه منصبه "إن الجهد الامريكي لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا يتعارض مع العمل على احلال السلام بين سورية واسرائيل". وأضاف المبعوث الامريكي "أنه اطلع الجانب السوري على آخر الجهود الامريكية لتأمين سلام شامل في الشرق الاوسط، يتضمن اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل وكل من سورية ولبنان، والتطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل وجيرانها". وقال ميتشل "نعتقد بقوة أن المفاوضات المستندة الى أساس من النوايا الحسنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين يمكن بل ينبغي أن تعزز بناء الهيكل الكامل للسلام الشامل". ورافق ميتشل وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي أجرت محادثات استمرت ثلاثة ايام مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين انتهت يوم الخميس دون علامات على تقدم في حل الخلاف بشأن المستوطنات في الضفة الغربية. وكشفت مصادر إسرائيلية أن مبعوث السلام الأمريكي طلب من سوريا أن تمارس نفوذها مع حماس لكي تتوقف عما اسموه "مخططها لتخريب" المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. ويرى مراقبون أن زيارة ميتشل القصيرة الى سوريا بينما كانت كلينتون تغادر المنطقة تشير إلى تزايد الاهتمام الذي تعطيه الولاياتالمتحدة لسوريا التي تستضيف قيادات لحركة حماس في المنفى والتي تدعم أيضا حزب الله اللبناني. وفي وقت لاحق وصل ميتشل إلى بيروت قادما من دمشق لاجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين واطلاعهم على نتائج المفاوضات المباشرة، حيث توجه فور وصوله للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن المقرر أن يلتقي أيضا الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي.