سحب المنتج التونسي المعروف، طارق بن عمار، فيلمه الجديد الموسوم ب”العطش الأسود”، من بين يدي المخرج الجزائري لخضر حامينة، الذي كان من المفترض أن يشرع منتصف الشهر الداخل في تصوير أحداثه بعدد من البلدان العربية، على غرار تونس، ليبيا وقطر، مفضلا عليه المخرج الفرنسي الشهير جون جاك آنو نقلت أخبار صحفية تونسية، نقلا عن بن عمار، أنه استعان في فيلمه الجديد بأسماء ثقيلة في عالم التمثيل والإخراج السينمائي العالمي، لتجسيد عمله الذي خصصت له ميزانية ضخمة من أجل ضمان كل مستوجبات النجاح الذي تؤهله مستقبلا لمنافسة باقي الإنتاجات العالمية. وذكر المتحدث في هذه التصريحات أنه في البداية اتفق مع المخرج الجزائري محمد لخضر حامينة، صاحب السعفة الذهبية في مهرجان ”كان” سنة 1975، لكنه تراجع في الأخير ومنح العمل للمخرج السينمائي الفرنسي جان جاك آنو، صاحب جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي سنة 1976، كما ذاع صيته من خلال أفلامه ”الدب” سنة 1988 و”شقيقان” سنة 2004، و”اسم الوردة” المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الإيطالي أومبيرتو إكو سنة 1985، و”سبعة أعوام في التبت” الذي أنتج سنة 1997. ولم يقدم المنتج التونسي طارق بن عمار الأسباب الحقيقية التي جعلته يسحب الفيلم من الجزائري حامينة، لكنه برر تصرفه هذا بكونه يرغب في أن ينال الفيلم العديد من الجوائز العالمية. وفي سياق متصل، قام بن عمار باختيار طاقم الممثلين الذين سيقومون بتمثيل أحداث العمل، حيث اختار للبطولة كل من الممثل العالمي الشهير أنطونيو بانديراس، صاحب الأعمال السينمائية الخالدة مثل فيلم” إيفيتا”، ”القتلة”، ”مقابلة مع مصاص الدماء”، ”فيلادلفيا”، فيلم”أسطورة زورو”، والممثل الفرانكو جزائري طاهر رحيم، الذي خطف بداية هذه السنة جائزة أحسن ممثل واعد بعدما اختارته أكاديمية الفنون السينمائية والتلفزيونية البريطانية، عن دوره في فيلم ”نبي” لمخرجه جاك اوديار، أما دور البطولة النسوية فستكون للنجمة الهندية فريدا بنتو، التي تألقت في فيلم ”المليونير المتشرد”، الذي حصد 8 جوائز أوسكار السنة الماضية، بالإضافة إلى كوكبة من الممثلين التونسيين، فيما أشرف المخرج جون جاك آنو على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالكاستينغ. كما سيشارك في إنتاج ”العطش الأسود” حوالي مئة تقني تونسي في مهن وحرف مختلفة، مثل الإضاءة، الديكور، النجارة والحدادة، إضافة إلى 16 مخرجا شابا. وبعيدا عن جو العمل الذي سيشرع رسميا في تصوير أحداثه منتصف شهر أكتوبر الداخل، بتونس، لحوالي 14 أسبوع، يتساءل الوسط الإعلامي والسينمائي حاليا، عن الأسباب التي جعلت طارق بن عمار يستغني عن المخرج لخضر حامينة، أسابيع قليلة قبل انطلاق تصوير هذا العمل، واستعانته بالمخرج الفرنسي جاك آنو، رغم ارتباط هذا الأخير بتصوير عمله السينمائي الضخم ”غضب الذئاب”، الذي شرع في الإعداد له نهاية السنة الفارطة، وهو الذي أكد في العديد من التصريحات الصحفية أن هذا العمل سيستغرق 3 سنوات على الأقل للخروج إلى النور. يذكر أن فيلم ”العطش الأسود” هو نص مقتبس من رواية ”عرب”، للكاتب السويسري هانس روشز صدرت عام 1957، تدور أحداثها في مكان خيالي في إحدى المناطق العربية التي يكثر فيها تناحر أفراد القبيلة حول الذهب الأسود -النفط-، الذي تسقط في سبيل الاستحواذ عليه كل معاني القرابة والجيرة.